راية الشرعية
الشرعية هي حق اختيار الأمة لحاكمها، أي "شرعية اختيار وإرادة" وهي مقابل "شرعية التغلّب" التي ذاقت الأمة بسببها الويلات ! وشرعية "الاختيار والإرادة" من أهم عوامل نهضة الأمة، وكسر الأغلال المشدودة حولها !
فما هي طبيعة وجوهر "راية الشرعية" المرفوعة الآن في مقابل قوي البغي العلمانية العسكرية؟
إنها "راية وطنية" والإسلام كهوية داخل فيها ! وإن هناك معركة شرسة - في الخفاء تارة وفي العلن تارة - بين الهوية الإسلامية والهوية العلمانية.. إلا أنه في الحقيقة تبقى معركة الهوية الإسلامية "تابعة" و"لاحقة" براية الشرعية وليس العكس ! وهذا ما يسبب اعتبار البعض أن المسألة "صراع سياسي" ! وهذا هو سبب التردد والإرباك في التعاطي مع قضية "الشريعة" أو الحديث عنها على استحياء ترضية للبعض ! وهذا ما يؤخر النصر، ويُعلق الصراع !
فهل الشرعية تصلح لأن تكون راية بحد ذاتها، لا سيما في هذه المعركة المصيرية؟
لا.. لا تصلح الشرعية أن تكون راية بحد ذاتها، أو على الأقل لا يكون الحديث عنها متفرداً، وطاغياً على أي راية أخرى.
فما هي الراية الصحيحة التي يجب رفعها، والتي يتحقق معها نصر الله تعالى؟
إن الراية الصحيحة هي راية "الشريعة" والشريعة وحدها، وتدخل فيما تدخل فيه قضية "الشرعية.. واختيار الأمة لحاكمها، واحترام إرادتها ونفاذها" وهي راية يكون الولاء فيها لله وحده.. لا لشخص أو لحزب أو جماعة، فتكون راية متحررة من كل قيود وتعصب..
والمقصود بالشريعة - في هذه اللحظة من التاريخ - هو إقامة سياسة الحكم والمال كما أرادها الله تعالى سبحانه، استناداً كما جاء في الحديث: "أول ما ينقض في هذا الدين الحكم"، لذا سيكون أول ما يُقام في هذا الدين - مرة ثانية إن شاء الله - هو الحكم الرباني في السياسة والاقتصاد. وبخروج الدولة من فلك الاقتصاد الربوي العالمي بقيادة اليهود، وبخروجها من الهيمنة العالمية بسيادتها على أرضها وثرواتها.
وبهذا تكون "راية الشريعة" هي راية الإسلام ومعركته، وتدخل "الشرعية" ضمن إطارها، كما تدخل باقي قواعد وأصول الشريعة.. وبهذا لا يصبح الصراع صراعاً وطنياً أو سياسياً في بقعة ما من الأرض، بل معركة الإسلام التي يخوضها ضد كل طاغوت أينما كان، ومهما كان.
تعليقات
إرسال تعليق