السلمية.. ما الهدف ؟

* السؤال ليس ما هو جدوى السلمية.. ولكن السؤال هل هناك أحد استفتى الإسلام في السلمية والشرعية والديمقراطية والمدنية.. إلخ؟!

* وهل هناك أحد رفع راية للإسلام ولشرع الله ؟

* وهل هناك أحد يحمل عقيدة سياسية ومشروع دولة ؟ أم أنهم أخذوا فقط الأدوات التي يسمح بها النظام الدولي في الصراع ؟

* وهل هناك منهج إسلامي منضبط بعلوم الوحي، وعلوم الواقع، وله علماء ربانيون قائمون عليه، يتقدموا الصفوف، ويُبينوا المنهج، ويرفعوا الالتباس، ويرشدون إلى الطريق ؟

***

* عندما يكون الهدف من السلمية هو كسب التعاطف الدولي فهذه جريمة أخلاقية وسياسية.. أخلاقية: لأنها تجارة بالدماء، وسياسية: لأن المجتمع الدولي مجتمع دموي سفاح قام على بحر من الدماء، ويعيش بدماء الشعوب الضعيفة، قتل في الحرب العالمية الأولى والثانية ما يزيد عن 100 مليون نفس، وأمريكا قتلت في السنوات العشر الأخيرة ما يقرب من 6 ملايين مسلم، منهم مليون طفل عراقي، وهو يراعى القتل وتدمير الشعوب الضعيفة في كل مكان طالما يحقق مصالحه، ويحافظ على نفوذه.

* إذا كانت السلمية هي حكم الإسلام، فنحن نتعبد بالامتثال لحكم الإسلام، ونمضي في طريقها لأن الإسلام حكم وقال كلمته، ولكن هل اسُتفتي الإسلام فيها.. الحقيقة لا، إنها اللعبة القديمة، تكون الاشتراكية حاكمة والناس موافقون عليها وتسير حياتهم السياسية والاجتماعية والثقافية وفقها، ثم ينتبه غيور على الإسلام.. فيسأل أين الإسلام ؟! فيقولون الاشتراكية هي الإسلام. ثم تكون الرأسمالية حاكمة والناس موافقون عليها.. ثم يسأل السائل أين الإسلام ؟! فيقولون الرأسمالية هي الإسلام. ثم تكون الديمقراطية حاكمة والناس موافقون عليها.. ثم يسأل السائل أين الإسلام ؟! فيقولون الديمقراطية هي الإسلام. ثم تكون السلمية اختيار مواجهة والناس موافقون عليها وتسير حركتهم فيها.. ثم يسأل السائل أين الإسلام ؟! فيقولون السلمية هي الإسلام.

* في كل مرة يختار الناس مناهج أرضية وضعية، وتسير حياتهم وأفكارهم وتصوراتهم وفقها.. ثم عندما يخرج الغيور على دينه يسأل أين الإسلام وحكمه وتصوره وفكره ؟ يقولون له: الإسلام هو ما هم عليه انظر إلى قول العلامة الفلاني.. فلا يحرفون الكلم عن مواضعه فحسب، بل يخرجون الإسلام من حساباتهم ابتداء.. فإذا انتبه أحد راحوا يُخضعوا الإسلام لاختياراتهم !!.

 *  السلمية مقابل الحرب الأهلية: حين ينظر أحد إلى السلمية ويتنقد منهجها.. ترتعد الفرائص، وتخيم حمامات الدم على العيون، ومشاهد الدمار في الخيال. وهو تصور وفكر مريض.

نجد - في واقع الحياة البشري حولنا - أن هناك مساحة شاسعة بين السلمية والحرب الأهلية يمكن العمل فيها إذا فكرنا بحرية في طرق المقاومة والنضال الحقيقي والدفاع الحقيقي وإعداد الشباب والعمليات النوعية ومواجهة الباطل بأسلوب رادع قوي، يضمن تحقيق مصلحة الإسلام وحماية المسلمين، ويستبق الحدث ويضع الخطط والرؤى والآليات والبدائل، ويحمي الجهاد والمقاومة من عمليات الاختراق والانحراف بها.
إننا - في الحقيقة - نفتقد آلية التعامل مع الواقع بالمنهج الإسلامي، فلا نحن نسأل عن حكم الإسلام، ولا نحن نرفع راية الإسلام، ولا نحن نحقق واقع الإسلام. !!

ولذلك فإن بداية الطريق.. تصحيح المنهج.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكفير المتوقف في التكفير

الجيا والدولة

الأسلوب القرآني، والأسلوب التبريري