كلمة في المنهج
• إننا مازلنا نجهل طبيعة المعركة، وحقيقة الصراع، واستحقاق معركة التوحيد.
• إننا مازلنا في "مرحلة الصدمة" لا نستطيع أن نُحلل الواقع، ونضع الخطط، ونصنع الأدوات والآليات، بل هو التخبط والعبث والتيه.
• إننا مازلنا نتبع قيادات لا تعرف الطريق، ولا تفهم الصراع.. ونتخبط معها في كل طريق.
• إن القيادات تستحضر لنا آيات النصر لتحشد الطاقات، وتتكلم عن الصبر والثبات والمواجهة.. بينما نحن لم نرفع راية بعد، ولم نملك عقيدة سياسية، ولا مشروع دولة.
• إن القيادات تستخصر لنا آيات النصر لتجمع الجماهير، ثم لا تخبر الجماهير بالموقف الشرعي من العدو، ومن الآخر، فكيف تواجه حتى الموت طرف لا تعرف الموقف الشرعي والسياسي منه. ثم لا تقول لنا ما هي سنن النصر، وما هي القوة التي نواجه بها الباطل ؟
• إن آيات النصر في كتاب الله واضحة جداً، فئة مؤمنة تستعلن رايتها لله وحده لا شريك له من مناهج وضعية أرضية، ثم تجتمع تحت تلك الراية، وتوالي لها.. وتعادي عليها، ثم تعد القوة المستطاعة وتستفرغها قدر الوسع.. ثم تجد نفسها في النهاية أمام الفئة الكافرة قدرتها المادية محدودة، فيعوض الله سبحانه فارق القوة المادية بقوة الإيمان والحق، فيواجه المسلمون بعد إعدادهم القوة المادية - وإن كانت غير متكافئة مع قوة العدو وعدده وعتاده - فينصرهم الله سبحانه.. كما قال الله تعالى في الكثير من آيات القرآن.
• إن المسلمين في أشد حالات ضعفهم، لم يكونوا يغفلوا عن معرفة عدوهم، ولا عن حقيقة المعركة.. ولا أن يرفعوا راية ولواء غير الإسلام.. أما نحن فلا رفعنا لله راية، ولم نعرف العدو بعد!!
• كان الكثيرون يُعولون على يوم السادس من أكتوبر على أنه سيكون كيوم الخامس والعشرين من يناير، متغافلين عن التغييرات الجوهرية التي حدثت، ويستحيل استحالة تامة حتى ولو كان كيوم الخامس والعشرين أن تسقط دولة الطغيان بهذه الطريقة.
• إن الطبقة الحاكمة في مصر طبقة اجتماعية اقتصادية معقدة للغاية وهي تتكون من ( الرأسماليين العسكريين - القضاء - رجال الأعمال - الإعلام والفن ) هؤلاء هم من يحكم مصر وهؤلاء علمانيون حتى النخاع، وهم على استعداد لقتل 40 مليون مصري في سبيل تثبيت حكمهم.. قتلهم على الحقيقة لا على المجاز، وسيدفع الفاتورة الخليج، وسيورد السلاح "العالم الحر الديمقراطي".. باختصار فاتورة القتل مفتوحة حتى يصمت الرعاع هكذا يقولون !
• لقد كان تعليق الكثيرون أمس على سقوط شهداء وقتلى، أننا نكسب تعاطفاً، وأرضية جديدة.. أوَ نشتري أرضية وتعاطف بدماء الأبرياء ؟! وحتى لو كسبت كل التعاطف لن تسقط دولة الطغيان بهذه الصورة إطلاقاً.
• إننا مازلنا نستعمل "الديمقراطية - الشرعية" وهي كلمة قبيحة دموية سفاحة، ملوثة بدماء أكثر من 100 مليون من البشر، بل ملوثة بدماء البشرية كلها.. راية الجريمة في العالم أجمع، إنها مجرد خدعة ليقتلك بها بعد أخذ رأي بقية السفاحين، وما سوريا منا ببعيد، ها هو العالم الحر الديمقراطي يرعى قتل 250,000 سوري، وتشريد ملايين الأطفال، وتدمير دولة بأكلمها.. بل لقد قتلت أمريكا نفسها ما يقرب من 6 ملايين مسلم في العشر سنوات الأخيرة باسم "الديمقراطية" منهم مليون طفل عراقي !! أفيُعقل أن نرفع رايتها وهي راية ساقطة شرعياً وأدبياً وإنسانياً ؟ أوليس لنا دين أو كرامة حتى نُلقد مثل القرود ؟!! أهذه راية ينصرها الله ؟!
• إن المواجهة مع الباطل حتمية، ليس لأننا نرغب في المواجهة.. بل لأن الباطل لن يسمح لنا بالحياة والوجود، فإما أن نكون من أهله، وأما أن نختفي من الحياة.
• إننا مازلنا نستعمل "السلمية" على أساس أنها دين نزل من عند الله، ولقد أوقعت القيادات الشباب في أكبر صراع فكري لا ندري نهايته ! فأخشى أن يخرج الشباب من مرحلة كف الأيدي إلى مرحلة فوضى الحركة والمواجهة.. بلا قاعدة شرعية، وبلا مفاهيم إسلامية خالصة، وبلا إعداد نفسي وواقعي وتنظيمي.. أي جرمٍ فعلته تلك القيادات ؟!
• إننا نواجه الموت، ونحن لم نحدد بعد الموقف الشرعي من العدو ومن الآخر، تركت القيادات المسألة نهباً لكل أحد.. بلا تحديد موقف حقيقي وقاعدة انطلاق صحيحة، فيتخبط الشباب بين الأراء لا يدري الصواب والحق، بل قالت لهم في النهاية: "إخواننا بغوا علينا" !!
• إن المسيرات والمظاهرات مهما بلغ عددها فقد فقدت أهم شيء فيها وهي قدرتها على الإرباك والتخويف، فإن "التعايش" المجتمعي والأمني مع المظاهرات جعلها شيء مألوف.. طبيعي.. متوقع، وهذا يجعلها فاقدة القدرة اللهم إلا من التذكرة بالمصيبة الكبرى، ولكن تلك التذكرة يستحيل أن تجعل الباطل يُسلم لنا أو حتى يتعرف بوجودنا.
• هناك خطوة أولى أعرفها جيداً لا يمكن أن تتأخر لحظة واحدة: إنها رفع راية الإسلام، ولواء الشريعة، ولا راية غيرها.. ولا لواء إلا شرع الله.. والتبرأ إلى الله من كل مسميات العلمانية الجاهلية كــ "الشرعية - الديمقراطية" وإخلاص الراية لله.. يجب تطهير النفوس من هذه اللوثة العلمانية التي أصابت الجميع ! لقد قال غاندي من قبل: "أنا أعبد البقر، وسأظل أدافع عن عبادة البقر أمام العالم أجمع" ! أفنعجز أن نقول إننا نعبد الله وحده، ولن يسود إلا شرع الله وحده ؟!
• أما الخطوة الثانية: فهي الاجتماع على تلك الراية، والدفاع عنها.. وتحرير العقول من محدودية الرؤية والفهم والقولبة، والانطلاق بحرية نحو الدفاع عن الحق بكل قوة، وإعداد كل قوة.. وألا يقول المسلم كلمة "سلمية" هذه في مقابل "العنف" فلا يليق بمسلم أبداً - لا سيما إذا كان يرجوا الله ونصره - أن يستعمل مفاهيم غربية علمانية يريد بها نصرة دين الله، أو حتى يطلب بها حق أو عدل ؟!
• إن المواجهة مع الباطل حتمية ومصيرية، وهو لن يسمح بوجودنا أبداً بلا وجود قوة للحق تحميه.. وإن الباطل هو السائد في الأرض كلها الآن، فإذا أردت أن يتعاطف معك "العالم الحر الديمقراطي" فاحمل الباطل ودافع عنه، أما الحق فهو قوة أصيلة في ذاتها ينصرها الله سبحانه، عندما تُرفع راية الله، ويستفرغ المسلمون الوسع في إعداد القوة، ثم يواجهون العدو لا يخافون إلا الله بعد أن حددوا موقفهم الشرعي منه.
• والمسلم إما يكف يده، أو مأذون له بالقتال، أو مأمور بالقتال، أو يقتال المشركين كافة، فإما أن يكف المسلم يده.. ويستعد لمعركته القادمة بقوة وعزم وإصرار.. أو يقتال وفق الظرف الحضاري والقدرات المتاحة التي تحقق مصلحة الإسلام، وإن القتال هو الذي يحقن دماء المسلمين وأعراضهم وليس العكس. وإن القتال كذلك - بالنسبة لحالة مصر - ليس هو الحرب الأهلية بل هو المواجهة النوعية القادرة على أقل ما هو ممكن وهو الدفاع عن النفس، وهو حق أصيل في هذا الوجود.. بل هو فطري. ويمكن أن تكون البداية بقطع يد الداخلية وهي "البلطجية" وحماية المسلمين ومقدساتهم. إنهم جميعاً أجبن مما يتصور أي أحد، وهم أحرص الناس على حياة، وإن مجرد المواجهة ستجعل الجميع يُعيد ترتيب حساباته جيداً.
• الأولى أن نختار خطواتنا، وخطة عملنا، وآلياتنا، وتحركاتنا.. ولا ننتظر الكارثة بانفراط عقد الشباب في مواجهات ضارة غير صحيحة التوجه والحركة، فتكون مجرد رد فعل عاطفي ونفسي لتفريغ كبت السلمية !! ثم تنتهي العاطفة ويعود التيه أشد مما سبق !
• يجب التوبة إلى الله من العلمانية ومسمايتها الديمقراطية والشرعية والسلمية والمدنية والليبرالية ... إلخ ونعود إلى الله سبحانه نحمل رايته، ونقيم دولته، ونحكم شريعته.
تعليقات
إرسال تعليق