البديهيات الثلاثة للإنسان المسلم
وعليها أن تُخرج البشرية من مستنقعات التيه ووحل الظلام، وعليها أن تسوّد شريعة الله سبحانه في أرضه ويتحقق بها الحق والعدل الرباني، والمسلم يحمل تلك الراية لا يضعها أبداً، ودونه روحه.. راية لا يُساوم عليها، ولا يُتفاوض عليها، إنها راية الإسلام، ولواء الشرع. يدعوا الناس.. كل الناس إلى عبادة رب الناس، في الاعتقاد والتصور، وفي الشعيرة والنسك، وفي الحكم ونظم الحياة.. ويُبين لهم ما وقعوا فيها من مظاهر شرك وردة، حتى يدخلوا جنة ربهم، راية إنسانية رحيمة ترجوا الخير والسعادة الأبدية لكل إنسان.
2- المضي في الطريق: وبعد أن يحمل المسلم الراية، يمضي في الطريق بما يستطيعه وفق الظرف الحضاري الذي يعيشه، يمضي في طريق دولة الإسلام وسيادة شرع الله، يخطو في الطريق خطى ثابتة لا ترجو إلا رضى الله سبحانه، ولا تنتظر جزاء في هذه الدنيا حتى ولو كان تمكين هذا الدين على أيديها، وتُسلم الراية بعد أن كسبت خطوات على الطريق إلى الجيل التالي ليُكمل هو في يقين واطمئنان أن الله ناصر دينه، ولا تُساوم على الإسلام، ولا على رايته، ولا على منهجه، ولا على طريقة عمله، ولا على مبادئه، ولا تشتري بآيات الله ثمناً قليلاً !
3- قيام دولة الإسلام: وتتم باكتمال خطوات الطريق، واكتمال تحقيق السنن الربانية في النفوس والمجتمعات، حتى تسود في كل الأرض شريعة الله بالحق والعدل، كما سادت من قبل.
وبهذا نجد المسلم في حالات ثلاثة: إما أن يرفع راية الإسلام بكل استعلاء بالإيمان، وإما أن يرفع الراية ويمضي في الطريق ويقترب خطوات من الهدف، وإما أن يرفع الراية وتكتمل الخطوات وتتحقق السنن الربانية فتقوم دولة الإسلام، وفي كل حالة نفسه خالصة لله وحده، طاهرة من كل رغبة حتى ولو كانت رغبة انتصار هذا الدين على يديه، أو رؤية التمكين في جيله.
تعليقات
إرسال تعليق