نجاح دستور 2014
لقد نجح دستور 2014 بالصورة التي خطط لها العسكر:
* العسكر لا يهمه من يقول نعم أو لا، فكلهم أسفل بيادته. العسكر لا يعنيه الدستور نفسه، فلقد وضع من قبل دستور واستفتاء ومجلس شعب وشورى وانتخابات رئاسة كلها أسفل بيادته.
* العسكر كان يرغب في الحصول على "شرعية دستورية ديمقراطية" - حتى ولو موهومة - المهم أن يتحول عدد المؤيدين إلى رقم انتخابي. ويمكن تلخيص ذلك من قاله كلب للطاغوت بلحية على قناة الشيطان والناس: "لنفترض أنه انقلاب، فقد وافقت عليه الناس ومنحته شرعية دستورية ديمقراطية".
* العسكر الآن يرغب في إحداث توازن في المعادلة: شرعية دستورية في مقابل شرعية دستورية، مظاهرات في مقابل مظاهرات، شعب في مقابل شعب.. حتى ولو المؤيدين له 20% من الشعب، يكفي هذا العدد للديكور الاجتماعي والشكل الدولي، فهو يملك الجيش والشرطة والقضاء والإعلام ورجال الأعمال، ومطلوب مجموعة من الرعاع تُكمل الصورة.
* العسكر لا ينتظر نتيجة الدستور فهو يضع النتيجة والدستور ومن صوت عليه تحت بيادته، لكن نجاحه هو إخراج فيلم محترف عن الدستور والتصويت، وبقيت له نقطة واحدة هي النتيجة، هل سيتأثر بأسلوب الهالك عبدالناصر 99% أم يتقن الأمر ويجعله بين 70: 80 % ؟* وحتى لا يتفاجأ أحد أكثر، سيظهر على سطح الحياة مزيد من التشوهات والنتوءات الكامنة في نفوس العبيد، وسنشاهد الانحطاط والقبح والدناءة والسفالة والمسوخ التي كانت كامنة في نفوس العبيد وستظهر على سطح الحياة، فأسالوا الله العافية.
الخلاصة:المسلم الجاد لا يشغل باله بنتيجة هذا الدستور، وهل تم تزويره أم لا ؟ وهل نجح أم فشل ؟ المسلم الجاد يرى الصورة كاملة، والصراع في صورته الحقيقية.
وأحسب أن المسلم الجاد أدرك أنه لا قيمة للهتاف، ولا قيمة للتعرض للخطر وهو أعزل أمام وحوش وقطع آدمية حقيرة لن ترقب في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولم يبق فيها مسحة من إنسانية أو حياة.
وأحسب أن المسلم الجاد لا ينتظر تأييد دولي أو دعم خارجي أو داخلي، وأدرك حقيقة الصراع، وطبيعة المعركة واستحقاق شهادة التوحيد.
إن الغرب يكره الإخوان، ويكره الإسلام، ويكره كل ما يمت له بصله، ولكن أخوف ما يخافه الغرب ويجعله يتدخل ويتوسط ويترك مساحة إعلامية للإخوان، ويجعل اعتراضهم وثورتهم تحت (الاحتواء والمراقبة) ويخدعهم بالديمقراطية والشرعية والسلمية..إلخ ويمسك يد العسكر قليلاً عن الفتك التام بهم هو "أن يتحول الإخوان إلى العنف" ! الذي هو في منهج الإسلام "الجهاد" والانتصار على الظلم والبغي.
وأخيراً يقول الأستاذ سيد قطب: " ولا بد من مواجهة الشر المسلح بالخير المسلح . ولا بد من لقاء الباطل المتترس بالعدد بالحق المتوشح بالعدة . . وإلا كان الأمر انتحارا . أو كان هزلا لا يليق بالمؤمنين !"
تعليقات
إرسال تعليق