خطر كبير

الوضع في مصر غاية في الخطورة يقابله مواجهة غاية في الرعونة.
مكمن الخطورة الحالية ليس في بطش الجيش وأجهزة الرعب الوحشية فحسب، الخطورة في بروز وجود حقيقي ومؤثر لعبيد آل فرعون، بمعنى أن دولة الفرعون يصفق ويرقص ويؤيد لها عبيد آل فرعون.. إنني أرى في عيونهم وحشية لا تقل عن وحشية العسكر، وأرى في نفوسهم خسة وسفالة وانحطاط لا تقل عن ألهتهم وفراعينهم ! أرى ذلك وهم يتحرشون بالنساء العُزل، ويقتلون بدمٍ بادر، ويحطمون كل خُلق، إنهم همج رعاع.
وإن بروز هذا التأييد من العبيد، سيجعل فراعينهم تتجرأ أكثر، وتتوحش أكثر، تفتك بكل همجية ووحشية لم تعهدها مصر من قبل.
فما هي خطة المواجهة ؟
لا شيء، لا يوجد خطة، ولا منهج !!
إن الأمور وللأسف تتجه للأسوأ - وإنا لله وإنا إليه راجعون - وما كنا نحسبه أخطاء إذا به كوارث، وكوارث عميقة جداً، وأكبر كارثة أن البعض - حتى الآن ! - لا يعتبرها خطأ أصلاً! بل منهج وفكر وطريقة.
إن ما هو مقطوع به الجدل الآن أن "ايدلوجيا الإخوان المعاصرة" يستحيل أن تؤثر بأدواتها الحالية في ما وصلت إليه الأمور، وإن ما كان يمكن استدراكه بالأمس.. يستحيل اليوم، وإن كل عمل يفوت وقته.. يصعب العودة إليه، وإن كل خطأ الآن بمئات الآلاف من الأخطاء.
ليعلم الجميع، لا يوجد الآن شيء اسمه ضغط شارع أو تأييد دولي أو حراك سياسي أو تفاوض أو ضغط ثوري.. يمكن أن يؤثر في الحالة التي وصلنا إليها. نحن أمام اختيارين فقط لا غير: المقاومة أو الانسحاب.
نحن في وضع غاية في الخطورة على الإسلام، وعلى الأجيال القادمة، ونحن أمام مسؤولية تاريخية عظيمة يجب أن نرتفع إلى مستواها.
يجب إعلان الثورة الإسلامية الكاملة، والخروج من حالة "الصراع السياسي" بأدواته ( الشرعية - الديمقراطية - الدستور.. إلخ ) إلى حالة "الصراع العقدي" بأدواته ( الشريعة - الجهاد - السيادة ).
نصائح عامة:
* الأخوات التي يغلب الظن بأنها ستُعتقل أو سيُعتدى عليها، لا داعي للخروج.. فنحن أمام وحوش آدمية حقيرة لن ترقب في مؤمن إلاً ولا ذمة، وكأنها قطع آدمية مشوهة ممزقة.. لم يبق فيها آثار إنسانية، خرجت من عِقلها تضرب بلا حساب.
* يجب تحويل الخطاب السياسي إلى صورته الإسلامية الشاملة، لا صورته العلمانية.
* جماعة الإخوان المسلمون أمام أكبر تحول تاريخي منذ نشأتها، إما أن تُفعل المقاومة، أو تضحي - بلا نتيجة - حتى الموت، أو تستسلم للوضع الحالي، أو تتفكك لأن المنظومة الفكرية الحالية لديها لن تسعفها أمام الحالة القائمة.
* إن المسألة ليست غضباً وانفعالاً لانقلاب حدث، أو لاستحقاق سياسي سُرق.. بل إننا أمام تحول خطير في المجتمع المصري يتجه نحو الإلحاد والإباحية والفجور، وإذا ما تم ذلك - لا قدر الله - سيُمهلهم الله تعالى لحين.. ثم ينزل عقاب الله ما له من دافع.
* يجب قيام الثورة الإسلامية بمفرداتها الإسلامية، حتى إذا متنا.. متنا باسم الله، وإذا عشنا.. عشنا باسمه.. سبحانه وتعالى.
راجع إن شئت:
الثورة الإسلامية: http://ommaty1401.blogspot.com/p/blog-page_25.html
ميثاق العمل الجهادي: http://ommaty1401.blogspot.com/2013/12/blog-post_27.html
أثر النفسية المصرية على بعث الإسلام من جديد: http://ommaty1401.blogspot.com/2014/01/blog-post_16.html

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكفير المتوقف في التكفير

الجيا والدولة

الأسلوب القرآني، والأسلوب التبريري