المسار الديمقراطي
1- لأن جعل معيار الحق والباطل هو "الكثرة العددية" هو تثبيت للباطل والانقلاب، فالدولة العلمانية العسكرية لها سلطانها على كل شيء، وأصبح لها عبيد يستطيعون أن يقدموا قرابين لصندوق الانتخاب.
2- لأن الانقلاب لا يكفر "بالديمقراطية" بل يرقص حولها، ويشعل الأبخرة، ويقدم القرابين.. ويقتل ويغتصب باسمها ومن أجلها.
3- إن المؤسسة العسكرية تُدافع بإيمان وإحسان عن الديمقراطية.. ولكن بمفهومها الصحيح، وأصح مفهوم لها هو أن الديمقراطية لا تعمل إلا في إطار الدولة العلمانية، لذا يصبح دعاة الإسلام السياسي متآمرون على الديمقراطية والعلمانية، ومن أعدى أعدائها.. حتى ولو تعروا للديمقراطية وقربوا لها القرابين - كما حدث - فمن فرط حرص العسكر على العلمانية والديمقراطية لن يأمنوهم.. فقد يكون هذا التعري مؤقتاً، فإن أي سمت إسلامي شديد الخطر على الديمقراطية والعلمانية.
4- إن سنن الله في كونه، لم تجعل الحقوق تُحفظ بصندوق انتخاب، أو علامة على ورقة..!! فهي لم تحفظ حقوق أي أحد عبر التاريخ.. إنما تُحفظ الحقوق ( بالقوة ) بكل أنواعها، وما انتزع أحد حقوقه وحريته إلا بالكفاح.
5- إن الكذبة والجُهال الذي يجعلون من الديمقراطية قيمة للحرية والعدالة واختيار الشعوب، لهم أضر الناس على الحقوق والحرية والعدالة، وهم الذين يستفرغون وسع الأمة في العبث والتيه، ثم في النهاية يتركونهم إلى الهاوية.. ويردون بكل وقاحة لقد فعلنا ما استطعنا !.
6- قد يكون المطالبة بعودة المسار الديمقراطي بين أحزاب سياسية حقيقية في دولة مستقرة أمر ذات وجاهة. أما في دولة يتنفس فيها الناس الفساد، وتحميه طبقة اجتماعية استمرأت الذل، واستمتعت بالعبودية للطاغوت؛ لهو تدمير ذاتي لكل طاقة.
7- أن ذلك يعني الإيمان بصندوق الانتخاب الذي يستلزم الإيمان بالمال الحرام، والقاضي الفاسد، والشرطي المجرم، والإعلام المنحط.
8- إن مجرد المطالبة بعودة المسار الديمقراطي، وانهاء الانقلاب يعني أن المسألة باتت "صراع سياسي" بنسبة مائة بالمائة، وأن أهل الخير الذي يهتفون إسلامية.. إسلامية فهذا هو اجتهادهم الشخصي.. أما الخطاب السياسي فما هو إلا صراع مجرد العقيدة، أو إن شئت قلت عقيدته الديمقراطية.
9- إن الديمقراطية والعلمانية في الأساس فكرة وعقيدة ونظام ضد الإسلام، والإسلام ضدها.. وسيقف كل منها للآخر. فهو إما إسلام أو علمانية.. إما ديمقراطية أو شورى، ولن يجتمع الضدين أبداً.
10- أما الذين يهتفون بسقوط العسكر، ويطلبونه بالرجوع إلى ثكناته هكذا - وهو العمود الفقري للدولة ومؤسسها - هؤلاء مثلهم كالذي يطلب إسرائيل ألا تعادينا وتكف أذاها عنا بمجرد الهتاف ضدها ! أو كالذي يطلب من رجل أعمال خسيس وضيع جمع ماله من سحت وحرام أن يتبرع بكل ماله للفقراء والأيتام.
وأخيراً: إن الدعوة إلى الانطلاق من العقيدة يعني أنها بذاتها قوة حية ضاربة في وجه الطاغوت، وأنها قادرة - بإذن الله - على هزيمته.
إن كل مواجهة في تاريخ البشرية، وكل انتصار تحقق سواء للحق أو الباطل.. كان لا بد من عقيدة حارة دافعة.
عقيدة تؤمن بحتمية المواجهة، وتخطط للمواجهة، وتستعد للمواجهة، وتبذل كل غال ونفيس من أجل الانتصار.
ولكن لماذا الآن يبدو الأمر صعباً ومستحيلاً الدفع بها والوقوف خلفها والقتال باسمها ؟
الإجابة ببساطة واختصار: لأننا في البداية استخدمناها لتحقيق مصالحنا الحزبية، ودورنا مع المصلحة حيث دارت! ولم ندر نحن حولها. فهانت في أعيننا وأعين الناس، وعندما "نستخدمها" الآن فلن يلتفت إلينا أحد! بعد أن نبذناها أول مرة.
17/02/2014
تعليقات
إرسال تعليق