صفات جيل التمكين
إن الجيل الذي سيُمكن له الله تعالى هو بالتأكيد سيكون جيل متميز، ويحمل خصائص وصفات يقيناً ستكون على العكس من الأجيال التي لم يُمكن لها.
فما هي هذه الصفات؟
عندما سرحت بخيالي.. ما الذي ينقصنا حتى نحمل صفة جيل "يمكن" الله له؛ فيقوم برسالة ربه، ويحقق حقه وعدله لكل الناس، ويُحكم شريعته؟ وجدت أننا مازلنا بعيدين عن هذه الصفات.
إن الجيل الذي سيُمكن الله تعالى له لن:
(1) لن يكرر أخطاء الأجيال السابقة التي فشلت في التمكين، بل سيكون من اليقظة والحذر، وقراءة التاريخ قراءة سننية دقيقة؛ بحيث يستفيد من أخطاء الماضي، ويتعظ بما آلات إليه الأجيال التي لم تُمكن. بل سيعكف على أسباب فشلها حتى يتجنبها، ويتخذ من تضحيات السابقين وأخطائهم عبرة وعظة ودروس.
(2) لن يستكبر عن سماع النقد، والاعتراف بالخطأ.. بل سيبحث عن من ينقده، ويقيم فكره، وشعوره، وسلوكه، وحركته.. بل سيُنشأ هيئات مستقلة لتقييم جودة العمل، وكيفية الارتقاء به، وتحسينه. وسيمتلك الكثير من الشجاعة ليعترف بالأخطاء، ويستدركها سريعاً، وسيمتلك كثيراً من الشفافية والمصارحة، وتحكيم الحق والعدل، وطلب الحكمة من كل طريق.
(3) لن يستعلي على أمته وشعوبه ومجتمعاته.. بل سيكون هو "الرحمة" التي ترفق بهم، وتأخذهم في رفق وحب إلى جادة الحق. سيحتوي جهلهم وضعفهم، ويدخل لهم من المداخل الصحيحة لنفوسهم؛ حتى تنتفض حية من جديد. ولن ينشغل بمنهج "الإدانة والحكم" بل منهج "التحليل والتشخيص والعلاج".
(4) لن تأخذه العصبية الجاهلية إلى متاهات "الايدلوجيا" لن ينظر إلى ذاته، أو حزبه، أو جماعته.. بل لا ينتمي إلا إلى الإسلام، ولا ولاء إلا للأمة.. جيل خرج من الانتصار للذات أو للحزب. وارتقت نفوسهم إلى ما هو أبعد من الذات، وما هو أبعد من التنظيم.. ارتقت نفوسهم لتحتوي الآخرين، بكل تناقضاتهم، بل وتحتوي الكون من حولها.
(5) لن يعيش متذبذب الهوية، متناقض الذات.. فسيحسم مسألة الهوية من أول لحظة، ويقطع الطريق على المتناقضات التي تدمره. سيجعلها هوية إسلامية خالصة؛ ترد الأمر كله لله، ولا تتلوث بما حولها من هويات.
(6) لن ينتظر في هذه الدنيا جزاء مادي أو معنوي.. إنما قام لوجه الله الكريم خالصاً له وحده بلا شريك. جيل لن ينتظر حتى رؤية انتصار هذا الدين على يديه، جيل يرى - وهو يسعى إلى التمكين - الدنيا ساعة من نهار.
(7) لن يعتبر ذاته مقدسة علية، بل دائم المراقبة والمراجعة والتقويم والتصحيح حتى يصل إلى الصورة الربانية الخالصة. وسيعكف على التطهر من "أمراض الاستبداد" حتى يصفو القلب، ويتطهر العقل من كل آثارها وأغلالها.
(8) لن يستخفه الذين لا يوقنون، بل هو من الوعي والصمود والرؤية الثاقبة، ما يكشف به كيد العدو قبل أن يكيده. ويحبط مخططه قبل أن يتمه، ويُعد ليواجه كل قوة بما يكافئها.. ويحافظ على النعم التي مكنه الله منها، حتى يعطيه الله المزيد.
(9) لن يضيع اللحظات الفارقة والنعم الربانية.. بل يتحين لها، ويستعد من أجلها، حتى إذا جاءت أخذها بقوة، وعزيمة، وتوكل على الله.
(10) لن يتفرق في الدين، ولن يأخذ بعضه ويترك بعضه.. بل سيأخذ "الكتاب" بقوة، ويدور معه حيث دار.
41/04/2014 م
تعليقات
إرسال تعليق