عبثية المشهد المصري!

المشهد الأول: رئيس عسكري على رأس الحكم، تحميه المؤسسة العسكرية، وطبقة العلمانيين، ورضيت عنه أمريكا وإسرائيل.. واعترف به "العالم الحر" - عبيد المال واللذة - على عكس ما كان يؤمل البعض !!
المشهد الثاني: الرئيس مرسي.. وجميع قيادات "الإسلام المدني الديمقراطي" داخل السجون ثابتة على: (أ) عودة مرسي. (ب) عودة مجلس الشورى. (ج) عودة دستور 2012!!
المشهد الثالث: أناس تتظاهر في الشوارع.. تتحلل من كل مظاهر القوة.. وتحسب أن صراخها يمكن أن يذيب الحديد !! أو يسقط نظام عسكري متوحش !!
المشهد الرابع: يلعب دعاة الشرعية على وتر "ثورة الغلابة" و"انهيار الاقتصاد" ولا يدرك البعض أن ثورات البطون والجياع.. لا تعبأ بشهداء، ولا قصاص، ولا دين، ومن يدفع لها ويُطعمها ستخضع له.. ولو كان الشيطان ذاته !!
المشهد الخامس: لو افترضنا عودة الرئيس مرسي..! فلن يملك أن يفعل شيئاً أكثر مما يفعله السيسي الآن، فالبلد منهكة لأقصى درجة.. وإذا اسقطت ثورة ما - على افتراض أن هناك ثورة - السيسي من أجل الجوع والخدمات.. فستقتل نفس هذه الثورة مرسي.. لأنه لن يستطيع فعل شيء هو الآخر !!
المشهد السادس: لا بد لهذه الثورة أن تكون مسلحة، ولو كان سلمية فسيفتك بها العسكر.. ولو بلغ القتلى بالملايين فلن يتوقف.. إلا أن يأتيه أمر الصليب بالتوقف، وإذا نجحت الثورة المسلحة.. فلن تقبل بمرسي!
المشهد السابع: هناك طريق واحد فقط يستطيع إرضاء الناس، وإيجاد حل سريع لمشكلاتهم؛ وهو مصادرة جميع أموال الفسدة، ومصادرة جميع أموال المؤسسة العسكرية التي نهبتها من ثروات مصر وتملك 45% من اقتصاد مصر..
وحتى تحصل على هذه الأموال لإرضاء الناس، فعليك أن تعبر فوق المؤسسة العسكرية.. وفوق الاستخبارات الأمريكية، وفوق الموساد الإسرائيلي.. وفوق مافيا رجال الأعمال !! وهي أموال لا تُسترد إلا بالقوة.. مثلما هي أُخذت بالقوة !!
ولو افترضنا جدلاً أنه قامت ثورة من أجل الغلابة.. فلن تبحث عن مرسي، ولا شورى، ولا دستور.. ستبحث عن من يطعمها ! وستخرج فئران العلمانية وقرودها لتبحث عن موطن قدم ! أو رئيس توافقي ! ولن يتفق أحد..
مشهد عبثي يمضي بهذا البلد إلى المجهول.. لأنها عبدت العجل "السيسي" ومن عَبده - ولم يتب - سيناله غضب وذلة في الحياة الدنيا.. كما هو واقع الآن !!
المشهد الأخير: الموقف من المبادرات، والمعادلة الصفرية، والقصاص.. بينما أنت لا تملك "أي" قوة.. بل تحلل منها، وتفخر بأنك تتحلل منها !!!
إذا قبلت بالصلح على خارطة طريق 30 / 06 : فقد خنت دماء الشهداء، وأعراض النساء، وأحدثت انشقاقات تاريخية في جماعة الإخوان؛ قد تودي بها نهائياً .
وإذا رفضت الصلح على خارطة طريق 30/ 06 : بقيت - كما هي - في السجون، بل وتُساق إلى الموت.. ولا بواكى لهم، ولن يعبأ بهم أحد.. !!
فأين يذهبون ؟!
فهذه النهاية الحتمية لطريق "السلمية": إما المصالحة على شروط الأقوى أو الفناء والاندثار إلى "حزب علماني أو جمعية خيرية"
مشهد يغرق في عمق التيه البعيد.. ويمضي بهم إلى المجهول.. لأنهم قالوا عن الطواغيت: "إخواننا بغوا علينا" وتفلّتوا من شرع الله وقالوا عنه: "مشروع إطلاق حريات وإصلاحات اقتصادية".. جزاء وفاقا !!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تكفير المتوقف في التكفير

الجيا والدولة

الأسلوب القرآني، والأسلوب التبريري