التحالف الصليبي
في محاولة يائسة بائسة لتفسير التحالف الصليبي الدولي في الحرب العالمية المرتقبة ضد الدولة الإسلامية.. فسرها البعض بالآتي:
(1) هذا الحلف - بالأساس - ضد حركة التحرر الوطني "حماس" !!(2) هذا الحلف الغرض منه تقسيم ممالك سايكس بيكو !!
(3) هذا الحلف لوأد "ثورات الربيع العربي" التي ابتلعها العسكر والعلمانيون !!
(4) هذا الحلف يهدف إلى إقامة دولة إسرائيل الكبرى !!
(5) هذا الحلف لا يُعبر عن مصداقية دولة الإسلام.. لأنه كان هناك تحالف دولي من قبل ضد هتلر !!
هذا "الخبل" الذي وصل إلى حد "الجنون" سببه عدة أشياء:
(1) فيروس الفكر الإخواني الذي يدمر البنية السوية للعقل.
(2) نظم التعليم العربية التي فتكت بالعقل وحولته إلى مسخ.. لا يعرف أين يبدأ ؟ وكيف يفكر ؟ وأين ينتهي ؟ وماذا يترتب على المقدمات ؟ وماذا تعني النتائج ؟
(3) الغل والحقد والحسد الذي لا يحلق الفهم والعلم فحسب.. بل يحلق الدين كله.
(4) العصبية الجاهلية، والحزبية المقيتة.. وعبادة الحزب والأشخاص.
(5) اتباع الظن، وما تهوى الأنفس.
و نشأت حالة شاذة فريدة مخبولة جمعت في شخصية واحدة بين: [ فكر الإخوان + فكر الأستاذ سيد قطب رحمه الله + فكر سلفية الطواغيت "البراهمة والجامية - غلاة المرجئة" + جهاد قومي محلي ديمقراطي مستأنس ]
حالة شاذة.. نشأت بسبب الغل والحقد والحسد؛ من أجل إحباط محاولة الجهاد الذي يفهم معنى قوله تعالى: { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } [البقرة : 120].. والذي يدرك أن "الأمة الإسلامية" دولة واحدة.. يجب تحريرها كلها.. فمصيرها واحد.
وأقول هذا الكلام ليس دفاعاً عن الدولة، أو تسفيه السفهاء !! بل أقوله لأن "سنة الفسطاط" القادمة لن تلتفت إلى هذا الهراء.. ولن تقبل إلا بـ "إيمان لا نفاق فيه" و"نفاق لا إيمان فيه"، وعلى كل إنسان أن يدرك أن المسألة ليست خصومة أيديولوجية.. أو تنافس بين جماعات أو حتى تبديع أو تفسيق أشخاص..
المسألة أكبر من ذلك بكثير، وهو خطب جلل متعلق به إيمان المرء، ونجاته في الآخرة..
وإن الحجج الواهية، والأهواء، واتباع الظن، والحقد، وخبل الفهم.. كل ذلك لن يُغني من الحق شيئاً.. ولن يعذر صاحبه..
وإن "سنة الهداية" لها طريق واحد فقط لا غير: الإخلاص.. واتباع رضوان الله.
* * *
ويقول البعض: "الحرب العالمية ليست على (جماعة) الدولة.. بل هي حرب على الإسلام"
فيُفسر البعض الحلف الصليبي العالمي ضد "الدولة الإسلامية" بأنه: ذريعة للحرب على الإسلام !!
ولما شعر البعض بـ "الغيرة" أن يتحالف الصليب ضد الدولة الإسلامية.. راحوا يفسروا الحلف بأنه حرب على الإسلام !!
ولا يعترفون بالدولة الإسلامية بل يسمونها "جماعة أو تنظيم" الدولة.. ويقارنوها بتنظيمات لا يتعدى تعداد أفرادها في بعض الأحيان الثلاثة آلاف !!
فيستكبرون عن الاعتراف بالدولة.. ثم يقولون: "إنها حرب على الإسلام"..
ولمزوا الدولة بأنها: أعطت "الذريعة" للغرب بقتل الصحفيين!! وكان يجب مخاطبة شعوب الغرب وخلق رأي عام لديها مضاد للحرب !! ويقولون أيضاً: إنهم يخافون من نجاح "الثورة" العراقية !! والسورية.. وأن تقام فيها شرع الله، فتنتقل العدوى للدول المجاورة، لذا فالحلف يستهدف الجميع !!
هذا الحالة من الخلط الشديد، من الممكن أن تسبب حالة من "الخبل والجنون" لمن يحاول أن يفهم الأحداث، ويجد هذه الصورة المعقدة من التشابك والغبش، وفقدان أدوات النظر والرؤية:
(1) الذريعة: الغرب لا يحتاج إلى ذريعة لقتال المسلمين، فهو قتل 2 مليون عراقي دون الحاجة لذلك.. مجرد كونك تتسمى بأسماء المسلمين، فهي ذريعة كافية للحرب !!
(2) الشعوب الغربية: قبل حرب العراق 2003 خرج في تظاهرات 4 ملايين أمريكي يرفضون قرار الحرب، وكانوا يعتبرونها تخدم شركات النفط والصناعات العسكرية التي كان وزراء الدفاع رؤساء في مجالس إدارتها.. ولم يهتم لهم "صنم الديمقراطية" في بلد الديمقراطية..!! لأن "صنم المال" أعلى قيمة.
(3) لا يوجد شيء اسمه "ثورات" فلقد تم ابتلعها منذ شهورها الأولى.. ابتلعها العسكر والعلمانيين، وكان مستوى الثوار العقيدي والفكري أحط من أن يفهم ماذا يراد لهم..
وحتى الآن لا يريد أحد أن يفهم أن الأمة الإسلامية وما يسمى الشرق الأوسط والدول العربية.. هي "دولة واحدة" فلا يمكن أن يعيش الإسلام وشرعه في العراق.. دون أن يعيش في سوريا، وفي الجزيرة...إلخ دولة واحدة، ومن لم يُخطط لعودتها كلها، فهو يعبث ويُهلك نفسه !
إن الحرب على الإسلام قائمة إلى يوم الدين: { وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ } [البقرة : 217]
ولكن.. هل حقاً الحلف الصليبي لا يستهدف دولة الإسلام، ويعتبرها ذريعة ؟
لا.. الحلف يستهدف الدولة بذاتها وفكرها وعقيدتها.. والصليب يحارب الدعوة والسياسة والجهاد، ويحارب كل شيء يمت للإسلام بصلة، ولكن من يدعي أنها "حرب على الإسلام" لا يقصد بذلك الاستعداد لمواجهة الحلف.. بل يقصد "نزع" تآمر الصليب على "الدولة" حتى لا تبدو أنها على حق !!
واكتفى صاحب هذه الأقوال.. بحرمة المشاركة في الحلف الصليبي.. دون بيان أنها حالة من الردة المغلظة والكفر البواح !!
وإن الذي قال: "إنها حرب على الإسلام" لم يقل.. ماذا نفعل تجاه هذا الحلف وهذه الحرب !!
- فهل دعى أهل السنة في العراق إلى الالتفاف حول دولة الإسلام، والالتحاق بجيشها لمواجهة هجمة الصليب ؟
- هل دعى أهل السنة في العراق إلى الكفر بالحكومة الصفوية الشيعية، ومن شايعهم من أهل السنة ؟!!
- هل دعى "الجيش الحر" و"جبهة الثوار" و"الجبهة الإسلامية" أن لا تتحالف مع الصليب لقتال الدولة ؟
- هل دعى فصائل الثورة السورية إلى الكف عن الدولة الإسلامية ولو مؤقتاً لحين القضاء على الهجمة الصليبية، أم حدث تنسيق وشروط الدعم والتمويل والاعتراف كلها منعقدة على أساس قتال الدولة ؟
نعم.. إنها حرب على الدولة الإسلامية بذاتها..
نعم.. إنها حرب على الإسلام بشريعته وجهاده ودعوته..
نعم.. إنه طريق واحد: الجهاد في سبيل الله.. باسم الله، ابتغاء مرضاة الله، لتحكيم شرع الله.. والخروج من هيمنة الصليب، وقتال الطواغيت، وتحرير الأمة.. وإقامة دولة الخلافة كاملة، ولكن أكثر الناس لا يعلمون !
تعليقات
إرسال تعليق