نقاء الراية
ما هي الراية؟
هي الشارة التي يُعرف بها اتجاه المجتمع أو المكون القيمي الذي يحمله.
وكيف تكون الراية نقية؟
أن تكون مستمدة من المرجعية التي يؤمن بها صاحبها، فإذا تلوثت بغيرها.. لم تصبح نقية.ما هي الراية في الإسلام ؟
هي راية "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله".
هل يمكن رفع رايات أخرى تحمل "حقوق ومطالب مشروعة" لكنها ليست باسم "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله" ؟
لا.. لا يمكن، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو وحيداً - إلا من رحمة الله - رفع راية الله وحده لا شريك له، وقال له الكافرون.. { إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } [ص : 5] وكان الأسهل له أن يرفع راية العدالة الاجتماعية، أو راية توحيد العرب، أو راية الأخلاق...إلخ ثم بعدها يدعو الناس إلى التوحيد، ولكن الله - تعالى - لم يوجه نبيه الكريم هذه التوجيه.. بل أراد له - سبحانه - أن يعلن منذ اللحظة الأولى:
[ دعوة التوحيد - التفرقة على أساس الدين لا أساس النسب والقبيلة والعشيرة - الكفر بالجاهلية - رد كل متاعها وسلطانها وجاهها، وسب آلهتها ومبادئها وأفكارها وتصورتها - الصبر على تحمل الأذى - ثم الهجرة - ثم الجهاد - ثم إخضاع الأرض كلها لله ].
هل يمكن أن نرفع رايات أخرى "مؤقتا" حتى نحصل على حقوقنا؟
كــلا.. يستحيل أن تحصل هذه الأمة على حقوقها - صغرت أم كبرت - إلا من طريق واحد.. عقيدة ترد الأمر كله لله.. والجهاد في سبيل الله بالحجة والبيان والسيف والسنان.
هل يمكن لراية التوحيد أن تلتقي مع "الجاهلية العلمانية" في أول الطريق أو في منتصف أو في نهايته أو "تتقاطع مصالحهما"؟!!
كـــلا.. الإسلام والجاهلية العلمانية على مفرق طريق.. لا يلتقيان لا في أول الطريق، ولا في منتصفه، ولا في نهايته، ولا تجمعهما أي قواسم مشتركة، أو مصالح.. ومن يفكر بهذه الطريقة حتماً سينزلق إلى "البرجماتية السياسية" التي تضيع الدين والدنيا.
وإن تشابهت بعض أفعال الإسلام مع العلمانية، كدعوة العدالة الاجتماعية - مثلاً - فهذا تشابه عارض، فالإسلام.. كل عمل فيه يتم باسم الله، على شرع الله، ابتغاء مرضاة الله، وهو في النهاية عبادة، أما العلمانية: فهي فكر وضعي مادي.
وإن تشابهت بعض أفعال الإسلام مع العلمانية، كدعوة العدالة الاجتماعية - مثلاً - فهذا تشابه عارض، فالإسلام.. كل عمل فيه يتم باسم الله، على شرع الله، ابتغاء مرضاة الله، وهو في النهاية عبادة، أما العلمانية: فهي فكر وضعي مادي.
هل راية "الشعب يريد إسقاط النظام" راية نقية؟
كــلا.. بل هي راية وطنية، وإن كانت تحمل حقوقاً مشروعة.. فلا بد أن تكون باسم الله، من أجل الله، ابتغاء مرضاة الله، على سنة الله جل جلاله.. ووفقاً لشرعه وحكمه..
فيكون إسقاط النظام ليس لكونه فاسداً فقط، كــلا.. فهذه مجرد غيرة على متاع الحياة الدنيا.. إنما "الأصل" الغيرة على "شرع الله ودينه".. ولما لم تكن لله.. نسيهم الله - سبحانه - كما نسوا دينه وشرعه وجهاده.
هل راية "الشرعية الديمقراطية" راية نقية؟
كــلا.. بل هي راية جاهلية، فكل راية لا تكون باسم الله، من أجل الله، على شرع الله.. فهي راية جاهلية، وإن كانت حقوق أصحابها مشروعة.
الخلاصة: ما هي الراية، وكيف تكون نقية؟
هي راية "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله" راية لا شريك لها.. تُرفع في أشد لحظات الاستضعاف كما ترفع في أقوى لحظات التمكين.. ويكون فيها - في الاستضعاف والتمكين سواء - الحد الأدنى من الإسلام وهو: الاجتماع على الإسلام، والانتساب للشرع.. والكفر بالطاغوت، والولاء والبراء على ذلك..
وحتى تكون نقية خالصة: "يجب" استخدام مفردات الإسلام، ولا نستبدل قول الله.. بألفاظ البشر، فنقول "الجهاد" بدلاً عن "المقاومة والثورة" و"الشرع" بدلاً عن "الشرعية"، و"الطاغوت" بدلاً عن "المجرم القاتل"، و"الشورى" بدلاً عن "الديمقراطية"...إلخ.
هل يشترط أن من يقف تحت هذه الراية يكون نقياً ؟!
إذا كان النقاء بمعنى "المثالية، وعدم الوقوع في أخطاء، وإنسان بلا ذنوب، أو كامل مكتمل الإيمان" - فمن منا بلا ذنوب وأخطاء؟! - فهذا ليس شرطاً إطلاقاً فالجهاد يكون مع البر والفاجر بل والمبتدع!
لكن ليس مع "المشرك" فكما جاء في الحديث: عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مُقَنَّعٌ بِالْحَدِيدِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أُقَاتِلُ وَأُسْلِمُ، قَالَ: " أَسْلِمْ، ثُمَّ قَاتِلْ فَأَسْلَمَ، ثُمَّ قَاتَلَ فَقُتِلَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَمِلَ قَلِيلًا، وَأُجِرَ كَثِيرًا" [صحيح البخاري/ 2610]
أي لا يقف تحت هذه الراية مشرك.. بل موحد لله - سبحانه - في الاعتقاد والتصور، وفي العبادة والنُسك، وفي الحكم والتشريع.. أما الذي يتبع "دين العلمانية"، فعليه أن يدخل الإسلام أولاً ثم يقف تحت رايته.
* * *
يغيب عن كثير ممن يدعي الوعي.. "دعوة الرسل" وينزلق إلى الاستحسانات العقلية، والتوهمات الفكرية، والبرجماتية الوصولية.. ويجهل كيف يعود هذا الدين إلى الحياة.. فما هي دعوة الرسل؟!
* * *
روابط ذات صلة:
- دين البرجماتية.
تعليقات
إرسال تعليق