الجيا والدولة

الجيا: "الجماعة الإسلامية المسلحة"، وهي: مجموعات إسلامية مقاتلة ضمت تيارات إسلامية عديدة في الجزائر، إبان الانقلاب العسكري بعد فوز الإسلاميين، وهي تجربة من أهم التجارب المعاصرة.. الخاصة بالعمل الديمقراطي، والخاصة بالمواجهة المسلحة، ونماذج تطبيقية للفكر السلفي، والفكر الديمقراطي. ودراسة "التجارب" التاريخية وتحليلها بدقة، وبعمق، وبتأني تعصمنا - بإذن الله وأمره - من تكرار التجارب الخاطئة، ومن المضي في طريق الفشل، وتساعدنا في اكتشاف الخلل، وإن تجاهلها يخالف أمر الله بالسير في الأرض، والنظر في عاقبة الذين من قبلنا. وعدم الاعتبار منها يُضيع  علينا الفرصة، ويُضيع علينا الإستفادة من دروسها وعبرها.

الدولة: هي الدولة الإسلامية بالعراق والشام.. وهي مازالت تجربة في فترة العفوان والشباب، ليس من السهل إطلاق أحكام قطعية عليها، كمثل حكمنا على "الجيا" الجزائرية، فالغالبية الآن تُنكر على "الجيا" أفعالها، ولكنه النكير بعد أن مضت التجربة وفشلت، وبعد أن اُكتشف أمرها. وقد سبق بيان موقفي فيما رأيته "انحراف" في مسيرة الدولة في مقالات: براءة وبيان، والدولة الإسلامية وتفجير عسير، وغيرها. وبعد ضلالات "مجلة دابق والنبأ" أعلنت البراءة التامة من هذا المنهج؛ ونشرت مقالات: الطاغوت حازم أبو إسماعيل - أرد فيه على دعوى تكفيرهم الشيخ ووصمه بالطاغوت! - وكذلك مقالي: مجلة دابق الوجه الحقيقي، وكشف حساب.
والمقال الذي بين أيدينا الآن.. يحاول وضع التجربة الجزائرية أمام القارئ، ليكتشف هل هناك بالفعل أوجه للتقارب بين منهجي الجيا بقيادة أبي عبد الرحمن أمين، ومنهج الدولة؟ بعد الإنزلاق إلى هاوية التكفير، ونعت قيادات الحركة الإسلامية بالكفر، واعتبار طوائف من المسلمين - كالإخوان وجبهة النصرة وغيرهما - طوائف ردة !! والهدف من هذا المقال، هو محاولة اكتشف الخلل، ومحاولة الإصلاح، فمازلنا نرجو الخير فيهم، ومازلنا نأمل في تصحيح مسار "العمل الجهادي" بعيداً عن لوثة التكفير ولعنته التي تُصيبه في مقتل، وتنحرف به عن غايته ومساره.
وليس بالضرورة التطابق بين "منهج الجيا"، و"منهج الدولة".. ما يهمنا هو رصد الأخطاء، وتعلم الدرس، وترك نصيحة للأجيال القادمة؛ عسى أن تُبصر الطريق، وعسى أن يهدينا الله لأقرب من هذا رشدا.
***
وينقسم هذا المقال - المُفصل - إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: هو مقتطفات من كتاب "هداية رب العالمين في تبيين أصول السلفيين" وهو المنهج الذي وضعه أبو عبدالرحمن أمين، بعد تسلّمه لقيادة الجيا، وقد وضعت خلاصة الكتاب بين يدي القارئ، إلا أن ذلك لا يمنع من قراءة الكتاب كاملاً، ودراسته بعناية لتفكيك عوامل الانحراف في الفكر الإسلامي، وسأضع له رابطاً - إن شاء الله - وهو مأخوذ عن كتاب "تجلية الراية" لأحمد بن حازم المصري.
القسم الثاني: وهو شهادة الشيخ أبو مصعب السوري على تجربة الجزائر، وهي شهادة غاية في الأهمية، وقد وضعت خلاصة لهذه الشهادة، والخطوط العريضة فيها، إلا أن ذلك لا يُغني أيضاً عن قراءة الكتاب كاملاً، ودراسته بعناية ودقة، والوقوف على خلاصة التجربة، وسأضع له رابطاً - إن شاء الله - لمن أراد قراءته كاملاً.
القسم الثالث: وهو تعليق لي مجمل على كتاب "أصول السلفيين" لأبي عبد الرحمن أمين، والتجربة الجزائرية بالعموم بعد أن انحرف بها أمين عن مسارها، وضياع فرصة تاريخية كان يمكن أن تغير وجه المغرب العربي كله، وربما الأمة الإسلامية.. على أن لهذا الإجمال تفصيل أعكف على دراسته المفصلة - بإذن الله - ولعله يصدر - إن شاء الله - في بحث "أمراض الاستبداد" والله الهادي إلى سبيل الرشاد، وهو جل جلاله من وراء القصد، وهو يهدي السبيل.
لقراءة المقال نسخة Pdf ( اضغط هنا ) للتحميل ( اضغط هنا ).
لتحميل المقال نسخة Word ( اضغط هنا ).

 ***

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

شبهات حول فكر قطب

تكفير المتوقف في التكفير