الدين والسياسة
حتى اليوم مازالت جدلية الدين والسياسة من أعقد التصورات عند المسلمين، وهم في حالة من الصراع الفكري، والاضطراب أيضاً حولها. وقد كان هذا الصراع قديماً قائماً في الغرب حيث هيمنة الكنيسة والإمبراطور على حياة الشعوب، ثم قامت الثورات التي تخلصت من تلك الهيمنة، وأبعدت الدين بالكلية عن حياة الناس، ورأت فيه الرجعية والظلام، والاستبداد والكذب، والوهم والأسطورة.. وعمّق هذا البعد قيام الثورة الصناعية، وتقهقر المسلمين، وانهيار خلافتهم، وجرائم الكنيسة وفضائحها.. ولكن العلمانية أخذت مراحل كثيرة في التطور، لأنها قامت واستقرت بعض حروب طاحنة ضاع فيها مئات الملايين من البشر ! واستقر النظام العلماني العالمي على المبدأ "الديمقراطي الرأسمالي" وهو امتداد للحضارة الرومانية سلوكاً، والإغريقية فكراً؛ بكل إباحيتها وفلسفاتها في الحياة والصراع على المادة، وأصبحت "الديمقراطية الرأسمالية الليبرالية" قمة التطور السياسي والاقتصادي لدى الغرب، وأصبحت الحرية في الفجور والعري والإباحية مطلقة بدون أي قيد من دين أو قانون أو أخلاق، وبقي النظام الديمقراطي أفضل من النظام الاستبدادي المتعنت، لما في الديمقراطي...