ميثاق العمل الجهادي
إن اختيار المقاومة السلمية لا يعني تعطيل العمل الجهادي، ونبذه، واتهام رجاله.
وإن اختيار المقاومة المسلحة لا يعني تعطيل المقاومة السلمية، ونبذها، واتهام رجالها.
هذه الأمة لن تنتصر إلا عندما تتراحم، وتتألف، وتتكامل في جهودها.. ولا تفترق في الدين، ولا تترك نفسها لأمراض الاستبداد.
يجب أن تتكامل جهودها السياسية والسلمية والجهادية والمسلحة.. حتى تفرض واقع جديد، وتكف بأس الذين لا يرقبون في إنسان ولا حيوان ولا جماد إلاً ولا ذمة.
إن الخيار السياسي السلمي وحده لن ينفع. وإن الخيار المسلح وحده لن ينفع، وإن الاستسلام للواقع مهلكة للجميع.
إن أنسب صورة تاريخية لاسترداد مصر من العلمانية العسكرية، وردها إلى الإسلام والشرع.. هي طريقة استرداد صلاح الدين مصر من أيدي الفاطميين.
نعم.. إن الحرب عالمية، ومصر جزء مهم من هذه الحرب، ولكن الطريق يبدأ بخطوة.. خطوة تفعيل كل طاقات أبناء الأمة، من أجل استرداد هويتها وشريعتها ورسالتها وحضارتها.
ولا بد من الخطوات أن تتم بتنسيق ودراسة الواقع المحلي والإقليمي والعالمي، فلا يتحول الجهاد إلى عمل فردي، أو مجرد انتقام.
يقول الإمام حسن البنا - رحمه الله - : " وفي الوقت الذي يكون فيه منكم ـ معشر الإخوان المسلمين ـ ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسيا روحياً بالإيمان والعقيدة، وفكرياً بالعلم والثقافة، وجسمياً بالتدريب والرياضة، في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لحج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء. وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإني فاعل إن شاء الله، وصدق رسول الله القائل: (ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة). إني أقدر لذلك وقتاً ليس طويلاً بعد توفيق الله واستمداد معونته وتقديم إذنه ومشيئته" [رسالة المؤتمر الخامس –رسائل الإمام حسن البنا-181]
إن الإمام حسن البنا - رحمه الله - أسس جماعة الإخوان لتكون حركة إحيائية جهادية، لذا جاءت مفردات ( البيعة - والسمع والطاعة - اقتطاع جزء من الراتب..إلخ ) لتكون مناسبة للحالة الجهادية، ولو كانت مجرد جماعة دعوية أو سياسية - وهو نفى عنها ذلك نصاً - ما احتاجت إلى بيعة وسمع وطاعة، ولكن اُستخدمت مفردات الحالة الجهادية لتحاصر أفراد الجماعة وهي في حالتها "البرجماتية - السياسية".
ولقد مارست بالفعل "الجهاد" في حياة الشيخ البنا، بل وكانت هي حماية ثورة 52 يوليو، بل إن الدبابة التي حاصرت الملك فاروق كان يقودها إخواني !!
ولكن الجهاد عند الشيخ البنا، لم يكن مجرد تفجيرات أو عمل مسلح، بل حركة اجتماعية سياسية دعوية جهادية.. وكانت متجردة من كل مصلحة أو منفعة دنيوية.
{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [الأنعام : 153]
***
محاور المقال:
ـ معنى الإسلام.
ـ المجتمع المصري.
ـ الدولة المصرية.
ـ الوضع العالمي.
ـ الوضع المصري المُقاوم.
ـ ما المشكلة؟ ماذا نريد؟
ـ كيف السبيل؟
ـ الثورة الإسلامية.
تعليقات
إرسال تعليق