فرق السرعات
عندما تسير بسرعة 100 كم في الساعة.. فلا شك أن تكون حصلّت كثير من المشاهد، والرؤى استناداً لطول المسافة التي قطعتها على الطريق. وعندما تسير بسرعة 10 كم في الساعة.. فتكون حصلّت عدد محدود من المشاهد والرؤى استناداً لطول المسافة التي قطعتها على الطريق. وفي هذه الحالة عندما يتكلم من يسير بسرعة 100 كم في الساعة عن المشاهد التي رأها، ويراها الآن.. لا يمكن لمن يسير بسرعة 10 كم في الساعة.. ولم يصل بعد - وربما لا تسعفه وسيلته أصلاً ليصل يوماً ما - أن يرى ما يراه من يسير بسرعة عالية.. وعليه، لا يمكن ولا يصح له أن "يتهم" من يسير بسرعة 100 كم أنه كذاب، أو يشوه الحقائق، أو أنه صنيعة مخابراتية، أو أنه جاهل لا يدري شيئاً !! كلام يبدو منطقياً وصحيحاً.. أليس كذلك ؟! هذه الصورة - صورة فرق السرعات - هي نفسها ما يحدث في عالم "الأفكار والعقول" هناك عقول وأفكار وتجارب وخبرات تقطع مسافات هائلة.. وتُحصل خبرات شتى، وتصقلها الحياة، وترسم طريقها بكل وضوح واطمئنان ويقين.. وهناك عقول بطيئة تمشي الهُوينَا، تدرك ببطء، وتمضي في بلادة، تتحرك في لا مبالاة.. وأحياناً تتوقف تماماً، وتضمر عضلة العقل لدي