المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠١٥

فرق السرعات

صورة
عندما تسير بسرعة 100 كم في الساعة.. فلا شك أن تكون حصلّت كثير من المشاهد، والرؤى استناداً لطول المسافة التي قطعتها على الطريق. وعندما تسير بسرعة 10 كم في الساعة.. فتكون حصلّت عدد محدود من المشاهد والرؤى استناداً لطول المسافة التي قطعتها على الطريق. وفي هذه الحالة عندما يتكلم من يسير بسرعة 100 كم في الساعة عن المشاهد التي رأها، ويراها الآن.. لا يمكن لمن يسير بسرعة 10 كم في الساعة.. ولم يصل بعد - وربما لا تسعفه وسيلته أصلاً ليصل يوماً ما - أن يرى ما يراه من يسير بسرعة عالية.. وعليه، لا يمكن ولا يصح له أن "يتهم" من يسير بسرعة 100 كم أنه كذاب، أو يشوه الحقائق، أو أنه صنيعة مخابراتية، أو أنه جاهل لا يدري شيئاً !! كلام يبدو منطقياً وصحيحاً.. أليس كذلك ؟! هذه الصورة - صورة فرق السرعات - هي نفسها ما يحدث في عالم "الأفكار والعقول" هناك عقول وأفكار وتجارب وخبرات تقطع مسافات هائلة.. وتُحصل خبرات شتى، وتصقلها الحياة، وترسم طريقها بكل وضوح واطمئنان ويقين.. وهناك عقول بطيئة تمشي الهُوينَا، تدرك ببطء، وتمضي في بلادة، تتحرك في لا مبالاة.. وأحياناً تتوقف تماماً، وتضمر عضلة العقل لدي

حكم سب الله ورسوله

صورة
حكم سب الله - جل جلاله - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والدين. معالم البحث:  (1)        استغرق العمل في هذه المسألة ما يقرب من 60 ساعة، ولم اكتف بما هو مشهور عنها.  (2)    الرجوع إلى المصادر الأصلية وأمهات الكتب للنظر في أصل المسألة، وتحقيق أقوال العلماء فيها. (3)    الدخول إلى البحث بعقلية باردة متجردة، وموضوعية.. يستوي عندي جميع الأحكام فيها؛ فلا اجتهد في البحث عن أدلة توافق ما أهواه، فليس لدي هوى أو اختيار أو حُكم مُسبق في المسألة. (4)    جمعت أقوال كل مذهب على حدة، وحاولت تمحيصها واستقصائها من مصادرها قدر الوسع والطاقة. (5)    لم أتعصب لمذهب معين.. أو أجعل "الحق المطلق" معه، فلكل مذهب شيء من الوجاهة، والأصل "تمحيص" الأدلة. (6)    صياغة الأحكام في صورة "مواد حُكمية شرعية" تصلح لأن تكون مرجعاً للقضاة. (7)   مراجعة الحكم على الأحاديث من كافة كتب الحديث. (8)    الترجيح بين أقوال الفقهاء، ومحاولة التوفيق بينها. (9)   أرجو أن يكون موضوع "السب" مثالاً لصياغة باقي الحدود والأحكام الفقهية بطريقة سهلة، ومُرقمة، تحت عناوين محددة. (10) التشجيع على تحسين

العلمانية والصليب

صورة
لعل من يتابع مقالاتي يلحظ أنني أكرر كلمة "الصليب" أثناء الحديث عن أمريكا وأوروبا والغرب عموماً.. وأنا أقصد هذا اللفظ تحديداً - "الصليب" - وأقصد تكراره في كل مناسبة.. حتى ينتبه المسلم لـ "حقيقة الصراع" وأعرض على القارئ الكريم الحقائق مجردة بلا مساحيق.. وبمناسبة تعرض المسلمين في أمريكا وأوروبا لحالات القتل والدهس بلا أدنى سبب سوى "الإسلام" أريد أن أحذر كل الجاليات المسلمة في العالم الغربي الصليبي ! وأقول لهم: نعم لقد رأيتم العدل، والمساواة، والفرص المتكافئة، واحترام الإنسان، والنظام، والآدمية، وحرية ممارسة "شعائر" دينكم... إلخ. وهي لا شك أمور حسنة، لا توجد في بلدان المسلمين التي يحكمها الطواغيت بالحديد والنار، والفساد والإفساد.. وما رأيتموه في بلدان الغرب الصليبي هو "وجه العلمانية" إما العلمانية الليبرالية أو الملحدة أو المحايدة أو غيرها من أنواع العلمانية.. ولكن ما هي العلمانية، ومن أين نشأت ؟ إن العلمانية هي الوجه الآخر للصليب.. ولقد كان - قبل الثورة الفرنسية - الصليب والامبراطور هو الذي يحكم ويقهر الشعوب، ولما ضاقت الشعوب ذرع

الغلو في التكفير

صورة
للقراءة نسخة بي دي إف ( اضغط هنا ) للتحميل ( اضغط هنا ) قد يقع البعض - دون أن يشعر - في الغلو في تكفير المسلمين، ومن أوسع أبواب الغلو هو: التكفير  بـ ( المآل ولازم الأقوال والفعل المحتمل ) أي إلزام الآخر بما لم يعتقده، وبما لم يقصده، ولا يريده.. ومن ثم إجراء حكم الكفر على شخصه، وقد يأخذ الغلو منحى أشد، فيستحل دمه وماله؛ بناء على حكمه الشخصي ورؤيته..! يقول العلاّمة الشاطبي ♫ : "الْكُفْرَ بِالْمَآلِ، لَيْسَ بِكُفْرٍ فِي الْحَالِ، كَيْفَ وَالْكَافِرُ يُنْكِرُ ذَلِكَ الْمَآلَ أَشَدَّ الْإِنْكَارِ وَيَرْمِي مُخَالِفَهُ بِهِ، وَلَوْ تَبَيَّنَ لَهُ وَجْهُ لُزُومِ الْكُفْرِ مِنْ مَقَالَتِهِ لَمْ يَقُلْ بِهَا عَلَى حَالٍ" [الاعتصام: ج2، ص708، ط دار ابن عفان] ويقول العلاّمة ابن رشد الحفيد ♫: "وَمَعْنَى التَّكْفِيرِ بِالْمَآلِ أَنَّهُمْ لَا يُصَرِّحُونَ بِقَوْلٍ هُوَ كُفْرٌ، وَلَكِنْ يُصَرِّحُونَ بِأَقْوَالٍ يَلْزَمُ عَنْهَا الْكُفْرُ، وَهُمْ لَا يَعْتَقِدُونَ ذَلِكَ اللُّزُومَ"  ويقول: "وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْبِدَعِ إِنَّمَا يَكْفُرُونَ بِالْمَآلِ" . [بداية المجته