المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٤

جذور المشكلة.. ما الحل؟

صورة
بعد خروج الإخوان من سجون الهالك عبد الناصر، وبدأت فترة حكم السادات.. ساد الفكر "البراغماتي- المصلحي" الجماعة وصار هو المتحكم في قراراتها السياسية واختياراتها الواقعية، وانحرفت عن منهج رائد الحركة الإسلامية ومرشدها الأول الشيخ حسن البنا - رحمه الله - كان لهذا التحول أثر كبير على مسيرة الحركة الإسلامية كلها، فمنذ هذه الفترة أعلنت الجماعة وسيلتها وغايتها وهدفها: الوسيلة : الديمقراطية، وصندوق الاقتراع، والانتخابات. الغاية : البرلمان، وحلم الوصول إلى الحكم. الهدف : إصلاح الحياة السياسية والاقتصادية، وفق أساس هوية الدولة العلمانية. أي أنه - باختصار - فكر وتصور (ديمقراطي - إصلاحي) وهذا ما تحمله جماعة الإخوان المسلمون من فكر حتى كتابة هذه السطور ! وأما الموقف من (الحكام) ومن (الشريعة) فهو موقف غامض متميع لا أثر ولا قيمة له. فلا مساس بالحكام، والحديث عن الشريعة حديث مختزل يُستخدم في الخطاب الدعوي فقط، وليس له أدنى علاقة بالخطاب السياسي للجماعة. اعتبرت الجماعة الحديث عن الحاكم والحكم بغير من أنزل الله، تعني - ببساطة! - قضية التكفير التي تتبرأ منها الجماعة في كل مناسبة بداعي وبدون داعي

التشبع الاجتماعي

صورة
كان من المفترض أن اكتب هذا المقال قبل فض اعتصام رابعة بأيام، ولكن بعد المجزرة وتلاحق الأحداث.. شعرت أن موضوع المقال ليس ذا  ضرورة، فالفض يعتبر مُفاصلة تامة، وبداية مرحلة جديدة. ولكن - وللأسف - وجدت أن الكثير من المسلمين مازال يكرر نفس الأخطاء، فمّست الحاجة للحديث عن فكرة التشبع الاجتماعي. في علم الكيماء وخواص المادة هناك ما يسمى بنظرية التشبع، ومن الأمثلة البسيطة على ذلك هو ذوبان السكر في كوب من الماء، يحدد علم الكيماء بدقة بالغة كمية السكر التي يمكن أن تذوب في كوب من الماء، فيقول - مثلاً - هذا الكوب يمكن أن تذوب فيه أربعة ملاعق من السكر، وبعدها مهما وضعت من السكر لن يذوب؛ لأن الماء قد تشبعت جزيئاته بالسكر. وليس هذا فحسب بل من شدة الدقة يحدد العلم "النقطة الحرجة - Critical Point " وهي النقطة التي يبدأ عندها التشبع بدقة، حتى لا يحدث هدر كثير في المواد المستخدمة، أو تؤثر الكميات الزائدة بصورة أو بأخرى. وفي النفس والمجتمعات هناك ما يسمى "بالتشبع" والنقطة الحرجة. في النفس مسألة التشبع تحدث في القلب، وهو أن يتشرب القلب ما يحسبه "حقيقة أو فكرة" ويتم هذا التشرب

الحاكم المُتغلب

صورة
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةٍ. ثُمَّ سَكَتَ) . [أخرجه الإمام أحمد 4/273 ، رقم 18430] الحالة الأولى: الخلافة الراشدة بدأت الحكم الإسلامي والدولة الإسلامية بالخلافة الراشدة، وكان أبرز ملامح طبيعة هذه الحكم: 1-       الحاكم قائم على أمر الدين، ويتحاكم إلى الشرع، فهو قضية عقيدة لا مناص منها، ولا اعتبار لحكم أو حاكم من دونها. 2-       كان الحاكم يأتي بمشورة المسلمين، لا جبراً ولا تغلباً ولا قهراً.. وليس له سلطان على المسلمين إلا بحق