المشاركات

عرض المشاركات من أبريل, ٢٠١٤

الثورة والقوة

صورة
الثورة : راية وعقيدة سياسية ومشروع دولة جديد، يقوم على أنقاض النظام السابق، بعد أن تقوم الثورة بعملية ( تطهير ثوري ) تستهدف جذور النظام السابق وقواعده وبنيته، ويتغير بعدها وجه المجتمع فكراً وحياة، والدولة نظاماً ومؤسسات.. هذا معنى الثورة العام.. ومعنى الثورة الإسلامية الخاص: هو التعريف السابق، يُضاف إليه الخروج من هيمنة النظام الدولي والتبعية للمركز، وتقوم على أن الإسلام منهج رباني، متفرد يحمل رسالة لكل العالمين، وشريعة ربانية عليها تقوم دولة الإسلام، ونظامه، ومؤسساته، ومجتمعه. كل الثورات حُسمت بالقوة: - حسمت الثورة الفرنسية بالقوة. - حسمت الثورة الإنجليزية بالقوة. - حسمت الثورة الأمريكية بالقوة. - حسمت الثورة الإيرانية بالقوة على غير ما يظن البعض. يقول الشيخ الجليل - فك الله أثره - حازم أبو إسماعيل: لا تحسم الثورات إلا بالقوة. يقول العلامة الشيخ عبدالمجيد الشاذلي - رحمه الله - لا بد من تكوين الحرس الثوري الإسلامي لحماية الثورة. الآن نحن أمام إشكالية كبرى: جماعة الإخوان العريقة صاحبة التضحيات والتاريخ الطويل، وقائدة الحراك الثوري كله، والكل تبع لها.. ذلك لأن أحد لا يملك مثل كوادرها وتن

الهامش وفتنته

صورة
عاشت الحركة الإسلامية عقودها الأخيرة في الهامش.. الهامش السياسي والدعوي، فكان السياسي: وهم التغيير عبر الديمقراطية، والدعوي: وهم التغيير عبر الخطب. عاشت الحركة الإسلامية في هذا الهامش، ومنه خرج فقه الهامش، وحركة الهامش، وفكر الهامش، وتبرير الهامش.. وانبرت الحركة الإسلامية تُأصل للهامش، وتدافع عنه، وتختلق الأعذار الشرعية والفقهية له.. وأياً ما كانت صحتها، وأياً ما كان تبريرها، فقد أفقدت الحركة الإسلامية أهم عامل قامت من أجله، وأهم خطوة يطلبها الإسلام. ! وفقدت الحركة الإسلامية قدرتها على الرؤية والتخطيط والتقويم الاستراتيجي "المستقبلي" لها، فلقد انكفأت على نفسها وتقوقعت في هامشها، فأصبحت تحت التهديد، وتحت السيطرة، بل وتحت التوظيف لصالح العدو في بعض الحالات. وفقدت الحركة الإسلامية في هامشها استقلالها عن الواقع السياسي العلماني، والذي من المفترض ما قامت إلا من أجل استئصاله واسترداد هوية بلادنا الإسلامية بديلاً عن العلمانية. وفقدت الحركة الإسلامية في هامشها قدرتها على الاستعداد، والتطوير، والتطبيق، والريادة.. فأصبحت جزءاً من الواقع الذي تعيشه، وتعيش على فرضية "الحفاظ على المت

صفات جيل التمكين

صورة
إن الجيل الذي سيُمكن له الله تعالى هو بالتأكيد سيكون جيل متميز، ويحمل خصائص وصفات يقيناً ستكون على العكس من الأجيال التي لم يُمكن لها. فما هي هذه الصفات؟ عندما سرحت بخيالي.. ما الذي ينقصنا حتى نحمل صفة جيل "يمكن" الله له؛ فيقوم برسالة ربه، ويحقق حقه وعدله لكل الناس، ويُحكم شريعته؟ وجدت أننا مازلنا بعيدين عن هذه الصفات. إن الجيل الذي سيُمكن الله تعالى له لن: (1) لن يكرر أخطاء الأجيال السابقة التي فشلت في التمكين، بل سيكون من اليقظة والحذر، وقراءة التاريخ قراءة سننية دقيقة؛ بحيث يستفيد من أخطاء الماضي، ويتعظ بما آلات إليه الأجيال التي لم تُمكن. بل سيعكف على أسباب فشلها حتى يتجنبها، ويتخذ من تضحيات السابقين وأخطائهم عبرة وعظة ودروس. (2) لن يستكبر عن سماع النقد، والاعتراف بالخطأ.. بل سيبحث عن من ينقده، ويقيم فكره، وشعوره، وسلوكه، وحركته.. بل سيُنشأ هيئات مستقلة لتقييم جودة العمل، وكيفية الارتقاء به، وتحسينه. وسيمتلك الكثير من الشجاعة ليعترف بالأخطاء، ويستدركها سريعاً، وسيمتلك كثيراً من الشفافية والمصارحة، وتحكيم الحق والعدل، وطلب الحكمة من كل طريق. (3) لن يستعلي على أمته وشعوبه و

ميثاق العمل الجهادي

صورة
إن اختيار المقاومة السلمية لا يعني تعطيل العمل الجهادي، ونبذه، واتهام رجاله. وإن اختيار المقاومة المسلحة لا يعني تعطيل المقاومة السلمية، ونبذها، واتهام رجالها. هذه الأمة لن تنتصر إلا عندما تتراحم، وتتألف، وتتكامل في جهودها.. ولا تفترق في الدين، ولا تترك نفسها لأمراض الاستبداد. يجب أن تتكامل جهودها السياسية والسلمية والجهادية والمسلحة.. حتى تفرض واقع جديد، وتكف بأس الذين لا يرقبون في إنسان ولا حيوان ولا جماد إلاً ولا ذمة. إن الخيار السياسي السلمي وحده لن ينفع. وإن الخيار المسلح وحده لن ينفع، وإن الاستسلام للواقع مهلكة للجميع. إن أنسب صورة تاريخية لاسترداد مصر من العلمانية العسكرية، وردها إلى الإسلام والشرع.. هي طريقة استرداد صلاح الدين مصر من أيدي الفاطميين. نعم.. إن الحرب عالمية، ومصر جزء مهم من هذه الحرب، ولكن الطريق يبدأ بخطوة.. خطوة تفعيل كل طاقات أبناء الأمة، من أجل استرداد هويتها وشريعتها ورسالتها وحضارتها. ولا بد من الخطوات أن تتم بتنسيق ودراسة الواقع المحلي والإقليمي والعالمي، فلا يتحول الجهاد إلى عمل فردي، أو مجرد انتقام. يقول الإمام حسن البنا - رحمه الله - : " وفي الوقت ا

إلى المجهول.. تحليل المشهد

صورة
كلمة الحق.. والمظاهرات عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَرَجُلٌ قَالَ إِلَى إِمَامٍ جَائِرٍ ، فَأَمَرَهُ وَنَهَاهُ فَقَتَلَهُ " [المستدرك على الصحيحين/ 4831 ] عَنْ طَارِقٍ   بن شهاب، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَيُّ الْجِهَادِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ: "كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ إِمَامٍ جَائِرٍ " . [مسند الإمام أحمد / 18446]   فما هي كلمة الحق عند سلطان جائر ؟ يبدو من الحديث أنه أحد رجلين: إما هو رجل مشهور عالم بالشرع، متفقه في الدين.. يعرفه أهل زمانه، وله يسمعون، ويسألون، ويتعلمون.. ويُشار إليه بالبنان. وفي زمانه "سلطان جائر" أياً كانت طبيعة هذا الجور، فلم يخف هذا الرجل من "سلطان" الحاكم، ولم يخش في الله لومة لائم، لم يخش بطش السلطان، ولم يرجو عطاءه.. فقام يقول كلمة الله سبحانه، وأمر الله سبحانه، لا يعترف إلا بسلطان الله ، فغضب عليه الحاكم فقتله، فكان هذا الرجل بهذا الفعل ا