الثورة والقوة

الثورة: راية وعقيدة سياسية ومشروع دولة جديد، يقوم على أنقاض النظام السابق، بعد أن تقوم الثورة بعملية ( تطهير ثوري ) تستهدف جذور النظام السابق وقواعده وبنيته، ويتغير بعدها وجه المجتمع فكراً وحياة، والدولة نظاماً ومؤسسات.. هذا معنى الثورة العام..
ومعنى الثورة الإسلامية الخاص: هو التعريف السابق، يُضاف إليه الخروج من هيمنة النظام الدولي والتبعية للمركز، وتقوم على أن الإسلام منهج رباني، متفرد يحمل رسالة لكل العالمين، وشريعة ربانية عليها تقوم دولة الإسلام، ونظامه، ومؤسساته، ومجتمعه.
كل الثورات حُسمت بالقوة:
- حسمت الثورة الفرنسية بالقوة.
- حسمت الثورة الإنجليزية بالقوة.
- حسمت الثورة الأمريكية بالقوة.
- حسمت الثورة الإيرانية بالقوة على غير ما يظن البعض.
يقول الشيخ الجليل - فك الله أثره - حازم أبو إسماعيل: لا تحسم الثورات إلا بالقوة.
يقول العلامة الشيخ عبدالمجيد الشاذلي - رحمه الله - لا بد من تكوين الحرس الثوري الإسلامي لحماية الثورة.
الآن نحن أمام إشكالية كبرى: جماعة الإخوان العريقة صاحبة التضحيات والتاريخ الطويل، وقائدة الحراك الثوري كله، والكل تبع لها.. ذلك لأن أحد لا يملك مثل كوادرها وتنظيمها.
والباقي تيار إسلامي عام، واعي، ومستقل، ومضحي.. لكن لا قيادة، ولا رابط، ولا نظام، وبالتالي فهو يتحرك مع الإخوان - رغم الاختلاف معهم - لكن لنصرة الدين، ودفع الظلم عن الجميع.
قرار الإخوان "بالسلمية" وهذا القرار يسري على الجميع وينفذ كالأمر العسكري. ولن يتغير إلا من داخل الإخوان.. الإخوان وحدهم وحدهم هم من يملكون قرار التصعيد الثوري، والمواجهة الكاملة.
ولا يُشترط - في البداية - المواجهة الكاملة، ولكن على الأقل الاستعداد، والقدرة على الرد، والردع.. لحين التهيئة الكاملة.
لا أحد في مصر يملك قرار التصعيد الثوري غير الإخوان، ولا أحد يملك تغيير المعادلة من السلمية إلى المقاومة إلى نواة الحرس الثوري غير الإخوان.
لذا فالأمر بين يدي الجماعة لا بين أيدينا، وكل ما نستطيعه هو إقساط الأوهام التي يتعلق بها البعض كالديمقراطية والشرعية والمجتمع الدولي... إلخ. ودعم إخواننا.
الصراع صفري، والمعركة وجودية.. وليس هناك شرفاء في جيش ولا شرطة ولا قضاء، بل زبل القوم وأذناب الصليبيون صُنعوا على أعينهم وتقلدوا مناصبهم بعدما عبدوهم من دون الله، ولكل قيادة "ملف مخابرات للسيطرة" والشريف إما مقتول أو مقصي عن المشهد.
وأخيراً: أدركـــــــــــــــوا اللحـــــــظة الفارقــــــــــــــــة.
فمصر كلها تنتظر قراركم، والأمة الإسلامية معقودة الأمل بمصر، ولن تنجح ثورة الشام بدون نجاح ثورة مصر.. ولن يتحرر الأقصى إلا بانتصار ثورة مصر والشام معاً.
***
إنه منذ سقوط الخلافة وحتى اليوم مرت؛
91 سنة تحكمنا خلالها "عصابات المافيا" بأمر الحلف الصليبي ! حكمتنا عصابات المافيا باسم الدين تارة! وباسم العلمانية تارة، وباسم الملكية تارة، وباسم الجمهورية تارة، وباسم القومية تارة، وباسم الاشتراكية تارة، وباسم الليبرالية تارة، وباسم الرأسمالية تارة، وباسم الديمقراطية تارة... إلخ )؛
91 سنة من الاستبداد، والاحتلال، وسرقة الثروات، واستلاب الهوية، وتدمير أصول الدين، وتحطيم كرامة الإنسان.
91 سنة من الذل، والهيمنة، والتعبية للحلف الصليبي، ضُيعت فيها الأوطان، والإنسان، والدين، والعرض، والكرامة، والأرواح، والمال.
91 سنة من الفشل الكامل، ومازال قطيعهم يردد في بلاهة مذاهبهم بلا خجل ولا حرج، بل هو التبجح.. بل هو اتهام الإسلام !!
91 سنة يحكموننا باسم زبلات الفكر البشري، وباسم كل الأديان الأرضية.. ولم نتجرأ بعد أن نقول: أننا نريد دولة إسلامية تتحاكم إلى شرع الله، وتعلن السيادة، والخروج من الاحتلال !
91 سنة ونحن نعمل في الإطار الذي تسمح به "عصابات المافيا" !
فلنكسر الطوق، ولنلعن عصابات المافيا، ولنعلن أننا نستهدفها كلها، وأننا لها بالمرصاد.. وأنها لن تحكمنا بعد اليوم !! وأننا في سبيل ذلك لا نستثني وسيلة شرعها الله تعالى من أجل عودة إسلامنا وثرواتنا ودولتنا.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منهجية البحث عند سيد قطب

هل كان النبي سباباً؟!

معالم الشخصية الحزبية