التيه والعبث

وصفت جماعة الإخوان المسلمين - بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة - سلطة الانقلاب بـ "إخواننا بغوا علينا" !
واستكمالاً لهذا "المنهج" قالت جماعة الإخوان في نَعيها لضابط أمن الدولة المقتول: [ جريمة نكراء - نُدين القتل والإرهاب ، استناداً من منطلق ديني إيماني: ﴿ومن يَقتل مُؤمناً مُتعمداً... ]وبعيداً عن حكم هذا الضابط، وبعيداً عن من قتله ! فإن هذا "المنهج والمُنطلق" الذي يفترض "الأُخوة" في سلطة الانقلاب، وفي جهاز أمن الدولة.. الذين قَتلوا الرضع، والأطفال، والنساء، والشيوخ، والشباب، والرجال، ودنسوا المساجد، وأحرقوا المصاحف، وأَطلقوا يد اليهود والصليبيين في بلادنا..

إن هذا المنهج: "إخواننا بغوا علينا" وأنهم أهل "الإيمان" يُفترض - بناءً على هذه المقدمة لجماعة الإخوان المسلمين - أن تترك الحكم ( لإخوانها ) وأن تُحب لإخوانها في جهاز أمن الدولة وسلطة الانقلاب ما تُحبه لنفسها، وأن تترك الدولة لإخوانها.. هذا هو المنطلق العقلي استناداً على مقدماتهم !
وطبقاً للمنطلق الشرعي - على افتراض منهج جماعة الإخوان "أنهم إخوانهم وأهل الإيمان" - فتصبح سلطة الانقلاب وضباط أمن الدولة "فئة مُتغلّبة".. وقادرة على الإمساك بزمام الأمور والدولة، ولها الغلبة في المال والسلاح والإعلام والقضاء.. واستناداً لمقدمات الإخوان فتصبح سلطة الانقلاب "واجبة الطاعة" شرعاً !! وهذا بالفعل نفس ما قاله "حزب النور" الذي تهاجمه الإخوان في كل محفل ومناسبة ! ويصبح التعدي على حزب النور بأنه خائن وعميل؛ حديث لا يستقيم عقلاً ولا شرعاً طبقاً لمقدمات الإخوان !
وإن كان هناك توصيفاً مختصراً لما سبق فليس هو إلا "التيه والعبث والتخبط والتشتت"، وإهدار طاقات الأمة، وضياع دماء أبناءها، وتدمير طاقات الجيل، وتفريغ كل تغيير وثورة وإصلاح من محتواه !
واستكمالاً لهذا التيه العبث فقد قال "التحالف الوطني لدعم الشرعية" في آخر بيان صحفي له في رؤيته الاستراتيجية قال "مجدي قرقر" نصاً: "المشكلة ليست بين التيار الإسلامي والتيار العلماني.. المشكلة في ممارسة الديمقراطية".


وهنا أقول أمور عامة دون تفصيل:
* أي صراع - في بلادنا - لم يحسم "مسألة الهوية" إما ناحية الإسلام خالصاً، أو ناحية العلمانية خالصة.. فهو صراع عبثي لن ينتهي لشيء سوى مزيد من التيه والعبث.  
* أي صراع لم يعتبر مسألة وقوع الأمة تحت الطواغيت والحكم الجبري، ولا يعرف كيفية المواجهة.. فهو صراع عبثي لن ينتهي لشيء سوى مزيد من التيه والعبث.
* أي صراع لم يرفع راية إقامة شرع الله، ومسألة الحكم بما أنزل الله، ولا يعرف كيف يطرح القضية، ولا كيفية التطبيق، ولا كيفية الإعداد.. فهو صراع عبثي لن ينتهي لشيء سوى مزيد من التيه والعبث.
* أي صراع لم يحسم مسألة حُكم المُبدلين والمُمتنعين عن الشرع، والمواليين لليهود والصليبيين وإعاناتهم على قتل المسلمين.. فهو صراع عبثي لن ينتهي لشيء سوى مزيد من التيه والعبث.


    * أي طرف يشترك مع جماعة لا تعرف طبيعة الصراع، ولا حكمه الشرعي، ولا ترفع لله راية، ولا لشرعه لواء.. فهو طرف يحرق نفسه، ويدمر ذاته، وينجر معها نحو المتاهة، والتيه، والعبث.
 
كُتب في 20 / 11 / 2013 م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منهجية البحث عند سيد قطب

هل كان النبي سباباً؟!

معالم الشخصية الحزبية