دستور آل فرعون 2013


لم أكن أنوي التعليق على ما يصدر من "سلطة الانقلاب" في أي شيء استناداً إلى القاعدة الأصلية أن كل ما ينتج عنها فهو باطل وجاهلية.. لا يستحق عناء الجهد في الجري وراء تفصيلاته وجزئياته، فالأصل فاسد.. وكل ما ينتج عنه فهو فاسد، ولعلني لا افضل الاصطلاح السياسي المحدود لما يحدث والمسمى "انقلاب" وأخرج إلى المعنى الحقيقي والأصلي وهو "معركة العقيدة" الإسلام والسيادة في مقابل العلمانية والتبعية.

ولكنني وجدت البعض يُفتتن بما جاء في دستور آل فرعون 2013، لا سيما وبعد قيام الذراع الديني لأمن الدولة والمخابرات المسمى "حزب النور" بإضفاء لحية نجسة عليه، فيتلخص دور هذا الحزب ودعوته في [ تعطيل العمل الإسلامي - تفريع أي فكرة إسلامية من مضمونها - تفريغ طاقات الشباب في عبث لا ينتهي ] فزادت الفتنة وعم البلاء !
وهذا المقال ليس تأييداً سياسياً لجماعة الإخوان على أساس أنها "ضد الانقلاب" وأن نقد ما يصدر عن الانقلاب سيكون في صالحها.. بل هو بيان للناس أمر العقيدة، والتوحيد، والشِرك .. الأمر الذي يجب أن يخرج من حيز الأمور السياسية المحدودة الظروف والملابسات والزمان والمكان إلى حيز أرحب وأوسع وأخطر بكثير فالأمر أمر دين وعقيدة.. إما إسلام أو جاهلية، إما إيمان أو كفر، إما توحيد أو شرك.
وفي سنة 2012 صدر دستور علماني بإشراف جماعة الإخوان المسلمين ! وقد بيّنت ذلك تفصيلاً في فصل "دستور مصر" في كتاب "شرع الله حق الله على العبيد" والآن نُبين ما جاء من باطل في "دستور آل فرعون 2013" فقط سلامة لمعتقد المسلم، وبيان للناس: { لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ }[الأنفال : 42]
بدعة الدستور:
كلمة الدستور ليست عربية الأصل ولم تذكر القواميس العربية القديمة هذه الكلمة ولهذا فإن البعض يرجح أنها كلمة فارسية الأصل دخلت اللغة العربية عن طريق اللغة التركية، ويقصد بها التأسيس أو التكوين أو النظام. وحتى وقت سقوط الخلافة لم يكن لهذه الأمة "دستور" بل شريعة تحكم حياتها وتنظمها، وإذا هي انحرفت عنها لأسباب خاصة بها أو بجيلها، فإن العلاج - ببساطة - هو العودة إلى تلك الشريعة، وليس استبدالها ! ولقد استبدلت الشريعة "بالدستور" إبان فترة سقوط الخلافة ودخول الأمة تحت سوط وحذاء المستعمر الغربي !
ولو افترضنا أن هذه الأمة بحاجة إلى وثيقة تنظم فيها العلاقات بين الحاكم والمحكوم وبين السلطات المختلفة، فإن كَون هذه الأمة مسلمة، وكَون المسلم يشهد أن "لا إله إلا الله"، فقد عُلم طبقاً لإسلامه وشهادة توحيده أن مصدر الوثيقة معلوم وهو وحده "شرع الله" الذي يُنظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم وبين السلطات وبين أهل الذمة والعهد وبين الدولة وغيرها من الدول..
وهذا الشرع فوق الحاكم والمحكوم وفوق الدولة والمجتمع. وكلمة الدستور كلمة فارسية من مقطعين: "دست" بمعنى قاعدة، و"وّر" بمعنى صاحب، أي: صاحب القاعدة أو مادة القوانين، فإن لا يجوز لمسلم ابتداء قولها، وستصبح لغواً زائداً لا قيمة له، لأن مادة القوانين، وقاعدتها إنما هي فقط لما شرّعه الله، وإن نبذ التحاكم إلى شرع الله، والاتجاه إلى غيرها من القوانين الوضعية والأنظمة الأرضية فهو شِرك وكفر أكبر مخرج من الملة، ومن يدّعي حق التشريع من دون الله؛ فقد ادعى الألوهية؛ وحَق فيه قوله تعالى: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة : 44] ومن رضي بهذا التشريع من دون الله؛ حَق فيه قوله تعالى: { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً } [النساء : 65]
ويصبح  أي حكم أو تشريع أو نظام ينبذ شرع الله إلى غيرها من الشرائع الأرضية أو حتى يُشرك مع شرع الله شرائع أخرى فهو حكم الطاغوت..
قال الله تعالى: { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ } [البقرة : 256]وفي معنى الطاغوت: { يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً } [النساء : 60]فالطاغوت: هو كل حكم وشرع غير شرع الله.
 وموقف المسلم من حكم الطاغوت هو ثلاث حالات هي "الجهاد" وليس ورائها مثقال حبة خردل من إيمان:
 جهاد اليد: إسقاط حكم الطاغوت؛ وإقامة دين الله وشرعه.
 جهاد اللسان: إسقاط شرعية الطاغوت وحكمه؛ وبيان كفره.. وتبليغ دين الله وشرعه.
 جهاد القلب: إنكار حكم الطاغوت، وطرد ولائه من القلب.. فلا حب، ولا نصرة، ولا تأييد، ولا نصح، ولا مشايعة، ولا متابعة، ولا ولاء. وليس وراء ذلك مثقال حبة خردل من إيمان.. كما جاء في الحديث الشريف.
"دستور آل فرعون 2013" وما جاء في ديباجته:
1- "في مطلع التاريخ، لاح في الضمير الإنساني وتجلى في قلوب أجدادنا العظام فاتحدت إرادتهم الخيرة، وأسسوا أول دولة مركزية.. وأبدعوا أروع آيات الحضارة"
وبداية الدستور بهذه الديباجة إنما هو يرسخ لهوية الفراعنة الوثنية ! ويجعلون من الفراعنة والطواغيت "أجدادنا العظام" !
أما المسلم فيردد قول الله تعالى عن هؤلاء الفراعنة والطواغيت: { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } [غافر : 46]
"إرادتهم الخيرة" ! لا بل كانوا طواغيت ذقوا أهل الإيمان الحق سوء العذاب، وادعوا الربوبية على الشعوب، وما ذُكرت كلمة "فرعون" في القرآن إلا لبيان أهل الكفر والظلم والطغيان، وتوعدهم القرآن الكريم بالهلاك في الدنيا والآخرة.
أما "أروع آيات الحضارة" فحقاً لقد كانت حضارة مُبهرة وعظيمة فقط من الناحية المادية، وأي حضارة مهما بلغ إبداعها لم تقم على أساس العقيدة والتوحيد فهي بوار وهباء منثوراً، فالذين كفروا: { أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ [إبراهيم : 18] وهؤلاء كفروا بيوسف وبموسى عليهما السلام.
وقد قال الله تعالى عن حضارة الرومان المسيحية: { لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ } [المائدة : 68] حتى يقيموا شرع الله في حياتهم ونظمهم.
2- "وتطلعت قلوبهم إلى السماء قبل أن تعرف الأرض الأديان السماوية الثلاثة"
ومن يعتقد هذا القول فقد كفر كفراً بواحاً صريحاً.. فإن دين الله سبحانه هو "الإسلام" وجاءت به كل الرسل من لدن نوح إلى محمد عليهم السلام مروراً بموسى والمسيح عيسي عليهما السلام، وإن ما عرفته أرض مصر أيام الفراعنة هي دين التوحيد الذي جاء به يوسف وموسى عليهما السلام، وجاءوا لبني إسرائيل، أما أهل مصر فقد كفروا بموسى عليه السلام ولم يؤمن إلا قلة اضطهدها فرعون.
أما قول "الأديان السماوية الثلاثة" فهو قول باطل: فإن { الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ } [آل عمران : 19]وجاء به كل الرسل والأنبياء ثم انتهى إلى الإسلام الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - وهو الدين الوحيد الذي يقبله الله، وبقي أهل الكتاب "اليهود والنصارى" وهم من الذين كفروا وأشركوا، لكن يبقوا أهل ذمة وعهد ما لم يحاربوا المسلمين.
3- "ثم قدموا آلاف الشهداء دفاعاً عن كنيسة المسيح" !
نعم لقد قدّم أقباط مصر آلاف الشهداء دفاعاً عن مذهبهم المخالف لمعتقد الأمبراطورية الرومانية المسيحية الواقعين تحت إمرتها، حتى حرّقت روما أقباط مصر أحياء؛ وسُمي هذا العصر "عصر الشهداء" وكان سبب هذه الخلافات المذهبية هو الخلاف حول طبيعة المسيح - عليه السلام - وما انتجته المجامع المقدسة من عقائد تختلف كل مرة ينعقد فيها المجمع عن المجمع الذي قبله؛ حتى ينتج عقيدة جديدة ! وبالإطلاع على كل ما انتجته هذه المجامع فكلها كفر وشِرك من أول مجمع نيقية 325 م حتى نهاية المجامع المسكونية وانفصال الكنائس عن بعضها ( راجع - إن شئت - كتاب: المسيح في القرآن الكريم )
وإذن أقباط مصر قدموا آلاف الشهداء دفاعاً عن مذهبهم، وهو ومذهب الرومان الذين قتلوهم باطل وكفر وشِرك.. وأحب أن أنوه أن أقباط مصر لم ينعموا بالسماحة وحرية ممارسة اعتقاداتهم إلا بعد الفتح الإسلامي.. الأمر الذي تجاهله دستور آل فرعون !
4- "وفى العصر الحديث ، استنارت العقول ، وبلغت اﻹنسانية رشدها ، وتقدمت أمم وشعوب على طريق العلم ، رافعة رايات الحرية والمساواة ، وأسس محمد على للدولة المصرية الحديثة"
وبعد الحديث عن الديانات وعصورها، جاء العصر الحديث.. "استنارت العقول، وبلغت الإنسانية رشدها، وبدأ طريق العلم".. وهذه إشارة واضحة جداً إلى دين "العلمانية" الجديد فها هو عصر العلم، واما الدين أصبح بقايا تاريخ أو تراث..!
وإن الإنسانية بلغت رشدها وتقدمت فقط عندما عَبدت الله وحده لا شريك له. وإن أشركت مع الله غيره، أو تركت دينه بالكلية فهي في أسفل سافلين وإن بلغت من التقدم العلمي والمادي ما بلغت ! وكأن الإنسانية لم تبلغ رشدها عندما جاءها الإسلام وأقامت حضارة أنارت كل الدنيا !!
وإن الإنسانية بلغت في هذا العصر الحديث إلى الدرك الأسفل من الانحطاط.. انحطاط تجاوز حتى سلوك الحيوان !! وإن الحرية والمساواة المزعومة لن تبلغها تلك الأمة التائهة قط،؛ بعد أن نبذت شريعة الله، وأما "محمد علي" العلوي أسس لدولة علمانية اعتبرت أوربا فكراً وثقافة وسلوكاً وأخلاقاً هي قِبلتها، فعاشت تحت أقدام الاستعمار الإنجليزي !
5- "وثورة 23 يوليو 1952 التي قادها الزعيم الخالد جمال عبد الناصر واحتضنتها الارادة الشعبية"
وحتى لا يُزور التاريخ أمام أمة لا تقرأ، نُذّكر بانجازات الزعيم الخالد، الذي أسس أسوء ديكتاتورية عسكرية في تاريخ مصر مازالت مصر وأهلها والأمة الإسلامية كلها تعاني منها حتى اللحظة الحاضرة، إنجازات الزعيم الخالد ( أضاع السودان - أضاع أم الرشراش "إيلات حالياً - أضاع سيناء - دمر الجيش المصري - انهزم في كل حروب خاضها - نشر الإلحاد والانحطاط الأخلاقي في مصر - قتل كل صاحب فكر ورأي - دمر الاقتصاد المصري، وخدع الجماهير الغافلة بتأميم بعض أموال الإقطاعيين ووزع بعضاً منها لزوم العرض الإعلامي، وأخذوا هم الأموال والأراضي لحسابهم ! وما "حسين سالم" ورفاقه منا ببعيد ) ثم هلك ومصر خراب مادياً وروحياً.. هذا هو زعيمهم الخالد.
6- "إلى هزيمة الهزيمة بنصر اكتوبر المجيد الذي منح للرئيس أنور السادات مكانة خاصة في تاريخنا القريب"
وحتى لا يُزو التاريخ أيضاً، فانتصار أكتوبر المجيد.. كان انتصاراً عسكرياً عظيماً، وهزيمة سياسية نكراء تولى كبرها الهالك أنور السادات.. خسرنا فيها ( فقدنا السيطرة على ميناء العقبة - فقدنا أم الرشراش ( إيلات حالياً ) تسمي إسرائيل إيلات جنة تحت البحر - سُلمت سيناء منزوعة السلاح.. لا يحق للجيش دخولها دون إذن إسرائيل، وبقيت القوات الدولية فيها.. وأصبحت مجرد صحراء ! - وقع اتفاقية تطبيع مع الكيان الصهيوني، واعتراف بدولة الاحتلال. - بعد "كامب ديفيد" أصبح الأمن القومي المصري.. أن تبقى مصر دولة ضعيفة أمام إسرائيل، وتظل تعيش مشكلات العالم الثالث لا تخرج منها: الخبز - الصرف الصحي - البطالة.. إلخ. وحدّد "كسينجر" الأمن القومي المصري "بين الخبز والانهيار" أي لا تتجاوز مرحلة الخبز، ولا يتركوها تنهار ! ولذلك نجد أن من يحاول الخروج بمصر من دائرة الدول الفاشلة إلى النهوض والتطور يعتبر معتدي على أمن مصر القوم!  -  تدمير القيادات الوطنية المخلصة في الجيش المصري وتحويله إلى مشروع اقتصادي كبير، بعيداً عن التسليح والتدريب والجهوزية، وتحول نحو أمريكا يشخذ منها كل شيء.. وتدفع أمريكا الرواتب لكبار الجنرالات لشراء الولاءات لصالح أمريكا علناً، ولإسرائيل في الخفاء. - تحويل القضية الفلسطينة ومقدسات المسلمين من شأن عام للأمة الإسلامية إلى شأن داخلي بين الفلسطينيين.. ثم من شأن داخلي إلى صراع سياسي بين فتح وحماس. ! - وبهذا أصبحت الجيوش العربية مجرد حماية للنظام.. والنظام تابع للمركز، والمركز يجعل من الجميع "أدوات وعهدة" استعمارية لخدمة مصالحه، وهذا الجيوش مؤهلة لشيء واحد فقط.. قتل الشعوب الثائرة. !!! )
7- "نحن نؤمن بالديمقراطية طريقاً ومستقبلاً وأسلوب حياة... حكمها مدني"
والديمقراطية لا تعمل إلا في داخل إطارها "العلماني" واختيارها أسلوب حياة هو دلالة واضحة على نبذ شرع الله كأسلوب ونظام حياة، وقد فصلّت فيها القول مراراً ( راجع إن شئت: الديمقراطية والهوية، والفرق بين الديمقراطية والشورى، والشورى وآلياتها ).
أما حكمها مدني فالمقصود به: مدني في مقابل ديني، وهو مصطلح نشأته ودلالته غربية أوربية علمانية، نشأ من صراع الكنيسة والأمبراطور من جانب مع الشعب المقهور من جانب آخر، وقامت الثورات الأوربية على دولة الكنيسة والأمبراطور الدينية، وانتهت إلى الحكم المدني، ومجرد ذكره واستحضار تاريخ أوربا، فوق أنه باطل لا يمت لدولة الإسلام وتاريخنا بصلة، فهو تقليد القرود الذي تتقنه النخبة المثقفة المصرية العلمانية !!. ( راجع - إن شئت - مقال: الكاهن والعلماني ).
8- "مبادىء الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ، وأن المرجع في تفسيرها الأحكام المضطردة للمحكمة الدستورية العليا"
والحديث عن المادة الثانية حديث طويل، ولمن يريد مزيد من الإطلاع يراجع فصل "دستور مصر 2012" من كتاب شرع الله حق الله على العبيد.
وأُشير هنا إلى أن هذه المادة مصدر فتنة وتخبط عند الكثير، حتى ممن ينتمون إلى التيار الإسلامي وأقول باختصار: هذه المادة موجودة في دستور 1971 ولم تتغير على مر الدساتير بعدها، وهي مادة شكلية لا قيمة لها، وإن الجديد في دستور آل فرعون هو أن تفسير المادة مختص به وحده المحكمة الدستورية العليا، وهي بالفعل قد فسرتها - منذ قديم - ببدعة يعجز إبليس عن الإتيان بمثلها: "وهي ما هو قطعي الثبوت والدلالة" وبالتالي من ناحية الثبوت: فلا مجال للسنة النبوية إذ هي بالتواتر. ومن ناحية الدلالة: وباعترافهم بقطعية ثبوت القرآن الكريم - إن اعترفوا - فالدلالة عندهم فقط لما ورد فيه ذكر أرقام. أي لا شريعة أصلاً، وهذه البدعة من أشد أساليب الطعن في الشريعة مثل الحديث عن "المبادئ - الحكمة - الحقيقة - الإطار العام" لاغياً كل أحكام الشريعة. وقالت المحكمة الدستورية نصاً: " إن المحكمة تشير بادئ ذي بدء إلى ما هو مستقر من أن قواعد التفسير للنصوص تأبى تأويل النص أو تحميله أكثر مما يحتمل إذا كان واضحاً لغوياً فعبارة "المصدر الرئيسي للتشريع" لا تمنع لغوياً وجود مصادر أخرى للتشريع." وقد بينت ذلك تفصيلاً في كتاب: شرع الله حق الله على العبيد، وبحث الشورى وآلياتها ومعالم الدولة المسلمة لمن يريد الإطلاع.
وأما بقية المواد، فهي مجرد عبث لا يرتقي إلى مجرد قيمة الحبر المكتوب عليه، وهي مبنية على قاعدة من الشِرك والجاهلية !
وأخيراً: فدستور آل فرعون هذا.. دستور ملعون باطل فيه شِرك وكفر وجاهلية.. فلعنة الله على من كتبه، وأيده، ووافق عليه. وعلى المسلم رفضه وإعلان باطله من باب الدفاع عن العقيدة والإسلام والشريعة. قبل أن يكون حديث عن سياسة أو ظروف وملابسات.
كُتب في 03 / 12 / 2013 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منهجية البحث عند سيد قطب

هل كان النبي سباباً؟!

معالم الشخصية الحزبية