النداء الأخير

النداء الأخير.. نصيحة - من القلب - إلى شباب الإخوان
(1) لقد بدلت قيادات الجماعة - إبان فترة السادات - منهج الشيخ حسن البنا - رحمه الله - وتحولت إلى صورة "برجماتية نفعية" ودخلت اللعبة السياسية لتصبح جزءا من كيان الدولة العلمانية فضاعت قضية وجود جماعة الإخوان من الأساس.

(2) لقد خدعتكم القيادات بالمسار السياسي، ثم لم تعترف - حتى الآن - بالفشل الذريع التام الكامل، وتكابر عن الحقيقة وتهرب إلى القدر والابتلاء.
(3) جعلت القيادات من جماعة الإخوان محطة لاحتواء وتفريغ طاقات الشباب، والتعلق بأوهام كاذبة لن تحقق أي شيء على الإطلاق لا على المستوى السياسي أو الشرعي.
(4) اتخذت القيادات من "الإسلام السياسي" الذي هو "الإسلام المدني الديمقراطي" الذي هو "الإسلام الأمريكاني" نموذجاً للحياة؛ فضيعت الدين والدنيا.
(5) الإسلام الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - هو راية الله وحده لا شريك له، وشرع الله حكماً وتطبيقاً "بحدوده ومقاصده"، والجهاد في سبيل ذلك، وتحطيم كل طاغوت - أياً كان - يقف في طريقه، ويوالي ويعادي على ذلك، فقاتل - صلى الله عليه وسلم - أبناء عمومته، وأبناء عشيرته.. بجانب بلال الحبشي، وسلمان الفارسي، وصهيب الرومي.. فكانت جنسية المسلم: عقيدته التي هي: "توحيد الله" في: الاعتقاد والتصور، والعبادة والنُسك، والتشريع والحكم.. والولاء والبراء على ذلك.
(6) كنا في السابق نقول على "المشاركة السياسية" أنها من باب: دفع الظلم عن المسلمين، وعدم ترك الساحة للعلمانيين، والدفاع عن الإسلام، وحرية ممارسة الدعوة.. ومن هذا الباب جاء جواز المشاركة السياسية.. أم الآن... فنحن في "مرحلة جديدة" كلياً سقط فيها هذا "التأويل" بجواز المشاركة السياسية، فالطاغوت لم يكن ساذجاً لهذه الدرجة التي تخيلناها، وبات واضحاً جلياً أنه لن يسمح بأي عمل يهدد وجوده.. بل اتخذ هو من "المشاركة السياسية" غطاءً شرعياً له، ولم يستفد المسلمون - من هذه المشاركة - أدنى شيء لا في دينهم ولا في دنياهم.
وعليه.. أيها الشباب:
(1) اكفروا بالإسلام المدني الديمقراطي.. اكفروا بمن يقول: شرع الله هو إطلاق الحريات، اكفروا بمن يقول عن كلام الله "مصطلحات لا تناسب زماننا" !!
(2) حطموا صنم الديمقراطية، واتبعوا ملة أبيكم إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين.. الديمقراطية أحد أدوات قوى الجبر الصليبية التي يستخدمها الطواغيت لخداع الشعوب، لا يوجد شيء اسمه ديمقراطية.. اكفروا بها وتخلصوا من ذلها وخنوعها.
(3) اكفروا بقيادتكم التي جرعتكم الذل والخنوع.. أنتم يفترض لكم أن تحكموا العالم وليس مصر، أفيكون مصيركم الحرق أحياء؟!! والعجز عن الدفاع عن أعراض نسائكم.. أنى هذا؟!!
إن تعداد الإخوان "مليون فرد" يدفعون الاشتراكات غير أسرهم ومحبيهم ومؤيدهم.. ولا يعجزكم مال ولا سلاح ولا رجال.. فاتبعوا إمامكم البنا.. واتركوا قيادات الإسلام العلماني.. واتبعوا ملة أبيكم إبراهيم حنيفاً مسلماً.. وما كان من المشركين.
 (4) نحن في مرحلة جديدة كلياً، وهي مرحلة هدم عروش الطواغيت على رءوسهم.. وهي الطريقة الوحيدة للخروج من الحكم الجبري والطواغيت.
(5) إن أي عمل دعوي أو سياسي أو حتى جهادي لا يعتبر أن الأمة واقعة - بلا استثناء - تحت: "الحكم الجبري والطواغيت" وأن الهدف هو الخروج من هذه المرحلة كلياً.. هو عمل عبثي لن يفضي لشيء.. وإن الانطلاقة الكبرى يجب أن تكون من هذه القاعدة.. جهاد هؤلاء الطواغيت حتى يسقط هذا الحكم الجبري.. وإن محاولة إسقاطه عن طريق صناديق الاقتراع - التي يتحكم فيها الطاغوت - أشبه بمن يطفأ النار بالنابلم !!
(6) اكفروا بقناة الجزيرة الخبيثة.. صاحبة العلاقات المشبوهة مع المخابرات الأمريكية، وغيرها.. اكفروا بمن يروج للإسلام الأمريكاني.. والمسلم أسمى من أن يخدعه هؤلاء المنافقون.
(7) اكفروا بالنموذج التركي العلماني.. فهو لا يمت للإسلام ولا شرع الله بأي صلة. ولا يقدم إلا "الإسلام العلماني الأمريكاني" الذي ما أنزل الله به من سلطان.
(8) اكفروا وتبرءوا من الحزب الإسلامي بالعراق الذي خان الملة والأمة.. ووضع رقبته تحت حذاء الصليب، حتى لفظه.. تبرءوا منه.. واعتذروا إلى ربكم عسى أن يتوب عليكم.
وأعلنوها صريحة مدوية: إنا لله، وإنا لشرعه ودينه عاملون.. كفرنا بالديمقراطية، كفرنا بالصليب، كفرنا بالأمم المتحدة، كفرنا بالقومية، كفرنا بالعلمانية، كفرنا بالمنطقة الرمادية، كفرنا بالتذبذب، كفرنا بالبرجماتية، كفرنا بالإرجاء، كفرنا بتركيا وقطر والجزيرة، كفرنا بالأنداد، كفرنا بالدعاة على أبواب جهنم، كفرنا بالدعاة الذين يمجدون الطواغيت.. واستبدلنا كل أولئك بالله وحده لا شريك له.
وجاهدوا في الله حق جهاده.. الجهاد فريضة، وليس حزباً أو تنظيماً أو دولة، لا تعطلوا الجهاد، ولا تستمعوا لمن ضيعكم، وضيع دينكم وأمتكم، وتاريخكم، وباع دعوة البنا - رحمه الله - بكرسي البرلمان !
نحن في مرحلة "الحكم الجبري والطواغيت" - لا شك في ذلك - وللخروج منها.. فهناك طريق واحد فقط لا غير هو: "الجهاد" ولا شك في ذلك.. فجاهدوا في الله حق جهاده: { وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }[محمد : 38]
أنقذوا أنفسكم، وأنقذوا مصر، فإن بقاء هذا الوضع - كما هو - ينذر بكارثة كبرى لا يُعرف أولها من آخرها.. أنتم أول ضحاياها، ولا بواكى لكم !! 
أنتم في منتصف الطريق.. لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء.. فانحازوا لصف الإسلام الذي جاء به محمد - صلى الله عليه وسلم - لا الإسلام العلماني الذي جاءت به أمريكا !!
ولن تعود حقوق الشهداء، أو الأعراض، أو الأموال إلا بالجهاد في سبيل الله والكفر بالقيادات.. ولا يوجد سوار الذهب، ولا محاكم دولية صليبية.. ولا غيره من هذا العبث الذي أغرقتكم فيه القيادات طوال سنة كاملة من العبث والتيه المتواصل.. ثم الاستكبار والتعالي المقيت عن الاعتراف بالجريمة الكبرى، والهروب إلى المظلومية أو أن الجميع أخطأ أو خدعونا أو غيرها من أدوات الهروب.

تذكرة أخيرة: نحن في "مرحلة جديدة" كلياً سقطت فيها كل الأطروحات السياسية، وأفلست فيها مشروعات الحركة الإسلامية وعلى رأسها الإخوان، فأردكوا اللحظة الفارقة قبل الغرق.. أو قبل أن تجدوا أنفسكم تحملون السلاح لا لقتال الطواغيت ولكن لقتال المجاهدين !!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منهجية البحث عند سيد قطب

هل كان النبي سباباً؟!

معالم الشخصية الحزبية