وهم الاستضعاف

هاجس العيش في وهم "الاستضعاف" يبدد كل طاقاتك ويجعلك - على الحقيقة - مُستضعف، ومُستذل من الجميع. بينما يعطيك الله - سبحانه - المال والرجال والقوة والانتشار، ثم تظن في النهاية أنك مُستضعف، فتكفر بنعمة الله؛ فتضيع منك.. ثم تعتقد أنك في النهاية أيضاً مستضعف ومُبتلى.
وإن الاتجاه نحو "فقه التدافع" والعزم على الخروج من "وهم" الاستضعاف.. سيدفع بك نحو التمكين إن شاء الله.
أما أن تظل تُعلق كل فشل، وكل إفلاس.. على "الاستضعاف" فستظل هكذا، حتى تُستبدل.
*  *  *
والآن.. إلى مقارنة بين جند السيسي، وجند الإخوان:
* القوة العددية:
جند السيسي: 479,000 جندي ( يشمل جميع القطاعات بما فيها القطاعات الخدمية الخاصة بالجيش ).
جند الإخوان: 1,000,000 فرد (يدفعون الاشتراكات بشكل منتظم، ولا يشمل هذا العدد أسرهم ومحبيهم ومؤيديهم)[المصدر:القيادي بالإخوان/ صلاح سلطان، http://elshaab.org/thread.php?ID=70379].
* القوة المادية:
جند السيسي: جيش نظامي، يحمل السلاح بلا عقيدة، ولا غاية سوى المال والمنصب أو مجبراً.
جند الإخوان: منزوعي السلاح، يحمل عقيدة وغاية.
* العقيدة القتالية "سابقاً":
جند السيسي: إسرائيل هي العدو.
جند الإخوان: "وفي الوقت الذي يكون فيه منكم - معشر الإخوان المسلمين - ثلاثمائة كتيبة قد جهزت كل منها نفسياً روحياً بالإيمان والعقيدة، وفكرياً بالعلم والثقافة، وجسمياً بالتدريب والرياضة، في هذا الوقت طالبوني بأن أخوض بكم لحج البحار، وأقتحم بكم عنان السماء. وأغزو بكم كل عنيد جبار، فإني فاعل إن شاء الله، وصدق رسول الله القائل: { ولن يغلب اثنا عشر ألفاً من قلة }. إني أُقدر لذلك وقتاً ليس طويلاً بعد توفيق الله واستمداد معونته وتقديم إذنه ومشيئته" (رسالة المؤتمر الخامس – رسائل الإمام حسن البنا-181)
* العقيدة القتالية "الحالية":
جند السيسي: حماية حدود إسرائيل، ومحاربة "الإسلام" باسم الإرهاب، ومرتزقة يُستأجرون للقتال في المعارك القذرة.
جند الإخوان: السلمية المطلقة.. والجندية في حماية "صندوق الانتخاب" والشهادة من أجله!!
* القوة الاقتصادية:
جند السيسي: يملك 45% من الاقتصاد المصري، وموارد هائلة.. كلها تسرق، ويبقى تسليح الجيش على عاتق الصليب الأمريكي.. لحماية إسرائيل، وقتل الشعب.
جند الإخوان: يملك موارد اقتصادية هائلة، تأتي من رجال أعمال الإخوان ( ومنهم مليارديرات ) وكذلك من اشتراكات الإخوان الشهرية المقطوعة من رواتبهم إجبارياً.. وغيرها.
* التسليح:
جند السيسي: مسلح بأسلحة متنوعة، ولكنه غير قادر على الصمود طويلاً في المعارك.
جند الإخوان: لا يعجزه القدرة على التسليح بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة إن أراد فمواردهم وعلاقاتهم تسمح لهم بالحصول على ما يريدون ( كما صرحوا بذلك ).
* العقيدة الإيمانية:
جند السيسي: القيادات علمانية قلباً وقالباً حتى النخاع.. وولاءها للصلبيين واليهود، والجنود أحرص الناس على حياة، فلا قيمة يقاتل من أجلها سوى تأدية الخدمة العسكرية.
جند الإخوان: تضحية وفداء وموت.. من أجل الجماعة، ولها العديد من القيم للموت من أجلها.
* الاستجابة للأوامر:
جند السيسي: الطاعة العمياء للقيادة.
جند الإخوان: الطاعة العمياء للقيادة.
* التأييد الشعبي:
جند السيسي: شعبية ضعيفة، وقليلة.. ونوعيات جد رديئة من البشر، لا تصمد لحظة إذا حمي الوطيس.
جند الإخوان: لهم شعبية جارفة، وتأييد واسع.. ونوعيات من البشر وصلت لأن تموت بصدور عارية من أجل غاية يعتقدون أنها الحق.
* الانشقاقات "عند المواجهة":
جند السيسي: مرشح للانشقاق بقوة، فلا يجمعه رابط سوى المصلحة المادية، وعلاقات الرُتب فيه قائمة على السيد والعبيد، ولا يوجد قيمة أخلاقية قتالية لهم.
جند الإخوان: غير مرشحين للانشقاق، لقوة التنظيم، وروابط الإخوة، وعلاقات النسب والمصاهرة فيما بينهم، ولهم قيم كثيرة للقتال من أجلها.
* الصراع بينهما:
جند السيسي: يعتبرون جند الإخوان إرهابيين، يطمعون في السلطة، ويهددون الأمن القومي.. ويجب التصدي لهم.
جند الإخوان: يعتبرون السيسي وجنده "إخـوانـنـا بـغـــوا عليـــنا".
فهل حقاً جماعة الإخوان مستضعفة؟!
*  *  *
وهذه المقارنة الغرض منها بيان "وهم الاستضعاف" الذي تدعيه قيادات جماعة الإخوان، وتهرب به من "مواجهة الطاغوت" ومن "تحكيم شرع الله" فتخدع الاتباع بوهم "الاستضعاف" بينما تعداد أفرادها ضعف تعداد أفراد القوات المسلحة مجتمعة، والمقارنة السابقة تظهر تفوق الإخوان بقوة.. ولكنها تدمن "العيش في دور الضحية"..!!
وليعلم من يهتف "سلمية.. سلمية" ثم يعود لبيته.. أو لا يعود فيُعتدى على عرضه وماله ونفسه، أن "الانقلاب يستحيل أن يسقط بهتافه هذا.. ولو ظل يصرخ آلاف السنين، لأنه ضد طبيعة الأشياء، فضلاً عن أنه مخالفة صريحة وفجة لسنن الله تعالى.
وليعلم أن "جمهورية مصر العربية الأولى" قامت على انقلاب عسكري استمر لمدة 60 سنة..
وليعلم أن "الجمهورية الثانية" التي قامت على انقلاب 3 يوليو.. لن تسقط إلا من طريق واحد.. الجهاد في سبيل الله.
*  *  *
الإسلام.. والسلمية
أمر الله - تعالى - أن يعد المسلمون كل أنواع القوة.. وأن يكونوا مصدر "إرهاب" لكل عدو للدين.. وأن ينزعوا سلاح أي طاغوت، وأن يحطموا كل قوة تقف في طريقه.. فقال - جل جلاله -:
{ وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ } [الأنفال : 60]
ذلك لأن الإسلام هو وحده فقط "الحق المطلق".. وهو وحده فقط "دين الله".. وهو وحده فقط "الدين الذي لن يقبل الله - تعالى - سواه".. وهو وحده فقط الذي يمكن له أن يحقق "السلام العالمي" وهذه هي وظيفته.. وأنه بدونه يغرق العالم كله في الفوضى والفساد والظلم والقتل !
لذا فهو وحده الذي يجب أن يُحصّل القوة، وينزعها عن كل باطل، ولا يتوقف حتى تدين الأرض كلها لله، وتخضع لشرعه ونظامه.. وحرية المعتقد مكفولة لمن يخضع له، ويعطي الجزية عن يدٍ وهو صاغر..
أي: يحصل الإسلام كل قوة.. ويكون غيره في "سلمية" منزوع القوة والسلاح..
فنهى الله - تعالى - المسلمين عن "السلم":
{ فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } [محمد : 35]
واشترط - سبحانه - على العدو "السلمية":
{ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً } [النساء : 90]
*  *  *
فما أعظم جرم أولئك الذين نزعوا عن الإسلام قوته، ونزعوا عن الإسلام "إرهابه للكفر"، ونزعوا عن الإسلام شرعه، ونزعوا عن الشرع جهاده.. فتركوا الإسلام ضعيفاً، مستذلاً، ممتهنناً !!
ما أعظم جرم أولئك الذين ألقوا السلم للمجرم المعتدي، حتى اعتدى على الدين، والنفس، والعرض، والمال.. وهتفوا له "سلمية.. سلمية"..
ما أعظم جرم أولئك الذين ضيعوا عز الإسلام، وعلوه، وقوته، وسيادته، وتفرده، ورسالته.. وجلسوا أذلاء تحت "صندوق الشرعية الديمقراطية"..
ما أعظم جرم أولئك الذي أعطوا الشرعية للطاغوت، ولم يكفروا به.. وسالموه، ثم استأذنوه أن يقبل بهم !! وهم ضعاف.. أذلاء، فبصق في وجوههم، وأحرقهم أحياء، واغتصب أعراض النساء والرجال.. ثم مازلوا تائهين، ضائعين.. !!
أذلهم الله لما أذلوا دينه، وضيعهم الله كما ضيعوا دينه، ونسيهم الله كما نسوا دينه وشرعه وجهاده..
{ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآباً. إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ } [النبأ : 40]

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منهجية البحث عند سيد قطب

هل كان النبي سباباً؟!

معالم الشخصية الحزبية