شبح الحرب الأهلية!

يبث البعض - بلا حياء - رغم سفه، وجهله، وغباءه.. شبهات للأسف تنطلي على عموم الشباب الإسلامي.. الذي يظن خيراً في سفهاء، بلهاء، ومنهم أيضاً عملاء، ومخترقون فكرياً وأمنياً..
من هذه الشبهات أن مواجهة الفئة التي لا ترقب في إنسان إلاً ولا ذمة.. بالسلاح سوف تؤدي إلى "حرب أهلية" تحرق الأخضر واليابس وتترك مصر خاوية على عروشها !! ويستدلون ببعض "الظواهر" في بعض البلدان، ليقولوا أن نهجهم وفكرهم كان عبقرياً، وإن هم إلا عبيد "الفكر المادي" و"النظرة السطحية" !!
هؤلاء الذين يهرفون بما لا يعرفون، يلوثون عقول الشباب الإسلامي بفكرهم المادي الملوث بالعلمانية، ولكن - أحياناً -يقدمونه بمسحة إسلامية !!
هؤلاء الجهلاء الذين لا يعرفون "سنن" قيام الدول، و لا "كيف" تقام الدول، وتنشأ الحضارات.. يدفعون بالناس لتهيم على وجوهها في الشوارع، لا تدري أين تذهب؟!!
هؤلاء السفهاء.. يقدمون المواجهة المسلحة في صورة واحدة فقط لا غير هي "الحرب الأهلية" التي تحرق الأخضر واليابس، ويجعلون الشباب أمام إحدى خيارين لا ثالث لهما:
(1) إما الحرب الأهلية. (2) وإما السلمية المطلقة..
ثم مارسوا عملية تدليس عجيبة! لتحويلها إلى "سلمية مبدعة وسلمية خشنة" في صورة "سريالية" من "النقاء الجاهلي" !!
وباسم السلمية: اغتصبت أعراض النساء والرجال، ودنست المساجد، وحرقت المصاحف، وقُتل الأبرياء بالآلاف ومازالوا.. !!
كأن أصحاب السلمية قطعوا عهداً مع الشيطان لتصفية مصر من كل "شاب" طاهر نقي صدق أكاذيبهم وزعمهم.
لم يقدموا للشباب طريقاً ثالثاً.. موجوداً في بلدان كثيرة، وكان يمكن أن يأتي بنتائج مبهرة في مصر، ولكن أبى الظالمون إلا تدمير أفضل وأطهر الشباب..
قصة صغيرة لتمهيد الفكرة: في إبان فترة الطاغوت مبارك - لا بارك الله له - كانت كلابه تستخدم مع المجاهدين أسلوب "الضغط بالأعراض" أي اغتصاب أهل المجاهد حتى يعترف، وكانت هذه ورقة ضغط لا يمكن تحملها ! فقرر مجاهد واحد فقط أن يبيع ما يملك ويشتري سلاح، ويُبيت لهذا الكلب.. وبالفعل انتظره، ثم قتله شر قتلة، وبعدها صدر أمر من كلابهم بعدم استخدام "الأعراض" كوسيلة للضغط مرة ثانية، ومنذ هذه الفترة في الثمانينات لم يستخدم "الضغط بالأعراض" حتى قبل الانقلاب.. حتى في حادثة القدسين لم يذكر أنهم استخدموها..
وبعد الانقلاب، وعندما وجدت القطع الآدمية الوحشية أنهم أمام مجموعة من "القطيع"؛ فاستحلوا دمائهم وأعراضهم وأموالهم بل وحتى دينهم.. فلم يحرك أحد شيئاً سوى أربعة أصابع !!
كانت هناك مساحة هائلة يمكن التمدد فيها بعيداً عن ساحة شبح "الحرب الأهلية" الذي يُعشش في تلك العقول الخربة، والقلوب الزائغة عن الحق..
كان يمكن الردع بكل قوة ممكنة، وكان المال والسلاح والرجال متوفر لمن يريد.. وكان على الأقل يمكن الكف عن الأعراض والمقدسات على أقل تقدير، دون طلب المواجهة الكاملة الشاملة مع الدولة، وكانت أيضاً في استطاعتهم..
الكنيسة على سبيل المثال: تحتوي على ترسانة أسلحة متطورة، والجميع يعرف ذلك، وتستخدمها للدفاع عن نفسها في حالة فشل النظام في مساعدتها.. أو تخلى عنها، أو تستخدمها في العمليات القذرة كذلك.. فهي لم تدخل في صدام مع الدولة كاملاً، وفي نفس الوقت لم تضجع للذبح.. فأمنت نفسها، وتمددت..
وكانت الفرص متاحة ليس فقط للدفاع عن الأعراض، بل الدفاع عن الأمة كلها.. ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم، وقيل اقعدوا مع القاعدين.
حتى هان في قلوب الناس - الآن - سماع انتهاك الأعراض، والمقدسات، والدماء.. فألفت النفس سماع ذلك وتقبله، وإن كانت في الماضي تبكي وتصرخ، فاليوم تكتفي بالصمت والنسيان !!
أيها الشباب: ضعوا هؤلاء السفهاء جميعهم تحت أقدامكم، ولا تلتفوا لهم أبداً.
أيها الشباب: لقد استخدموا "السلمية" ليس كما زعموا من أجل تفويت الفرصة على "الحرب الأهلية" بل لأن مسرح "الديمقرطية" لا يؤمن إلا بالتغيير السلمي، ولا يعرف له ديناً إلا دين "جين شارب" ولا يعرف حرباً إلا حرب "اللا عنف" !!
ــــــــــــــــــــ
وتالله لأكيدن "صنم الديمقراطية" ما حييت، وتباً وسحقاً لمن يغار على "الديمقراطية" و"السلمية".. ولا يغار على "المقدسات" و"الأعراض" تباً وسحقاً.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منهجية البحث عند سيد قطب

هل كان النبي سباباً؟!

معالم الشخصية الحزبية