نقد الإخوان

لماذا تغير أسلوبي في نقد الإخوان ؟!
بداية.. أوضح أنني لستُ محسوباً على "أيديولوجية" معينة.. أتعصب لها، وأُعادي مخالفها، بل أحاول حمل الرسالة كاملة وفيها: الدعوة، والسياسة الشرعية، والجهاد.
وإنني أحب كل المسلمين.. وأفرح لكل انتصاراتهم، وأنصرهم متى نصروا الله، وأنصحهم إذا أخطأوا.. أما إذا دلسوا في دين الله فوجب "المكاشفة والبيان" دفاعاً عن جناب "التوحيد والشرع" وغيرة على دين الله !
وإنني أشهد أن شباب الإخوان من أكثر الناس خلقاً، وأدباً.. وأن من تعاملت معهم كانوا من أشد الناس خلقاً.. لكن ما لا يفهمه البعض طوال سنة كاملة من المقالات، أنني أواجه "فكر منحرف" فقد يكون الشخص طيب المعشر، جميل الخلق.. لكن فكره وعمله "كارثة على الإسلام والمسلمين" فيخلط الناس بين الخُلق والفكر، ثم يتهمونني في النهاية أنني حاقد - والعياذ بالله - عليهم، رغم أنني في كتاباتي السابقة قلت لهم: إن الفرصة سانحة أمامكم لتحكموا ليس فقط مصر.. بل الأمة كلها؛ فقط.. خطوة على الطريق الذي يريده الله، وإنني - والله - أتمناه لهم، ولكنهم يغرقون في "التيه البعيد" ! ويعميهم "التعصب" عن رؤية "التيه والعبث"، ويحسبونه "الصراط المستقيم".. وما هو بذلك، والله ما هو بذلك !
لقد كنت أدعم الرئيس مرسي.. بل وانتخبته ! ودعوت الناس لانتخابه متأولاً أنه حقاً نصرة للإسلام، ولشرع الله.. وغلقاً لباباً من أبواب الشر والفتنة.. وكتبت ملابسات ذلك في كتاب: "شرع الله حق الله على العبيد"، وكان فيه جزءاً دفاعاً عن الإخوان المسلمين.. ونصرة لهم، ثم بعد نجاحهم ظللت في فترة كاملة من المناصحة بكل ( الحب والنصح والنصرة ) واستمرت طوال عام.. ولما اقترب "موعد الانقلاب" الذي خذرته منهم في كتاب شرع الله، وغيره من المقالات، ولعل البعض يجهل ذلك لأن حساباتي السابقة أُغلقت!
ثم توقفت تماماً حتى عن توجيه "النصح" في الفترة من 14 / 06 / 2013 حتى قبيل المذبحة، وكانت مقالاتي كلها دعماً ودفاعاً نصرة للمظلوم، وحافظاً على ما تبقى من "الحركة الإسلامية" !! وأنا الذي كتبت "الأدوات السلمية الرادعة" لحماية الميدان، ونُشرت وقتها على جريدة الشعب.
ثم لما جاء يوم ذكرى مرور سنة على المذبحة.. كان هذا هو يوم المفاصلة.. انتقلت من مرحلة المناصحة إلى مرحلة المكاشفة.. ثم توقفت عنهم تماماً بعدما استقر في يقيني أنهم أصبحوا مثل حزب النور، نفس العقيدة والمواقف السياسية..!! وتركت مجرد الانشغال بهم؛ لشدة انشغالي بما هو أهم..
ثم وجدتهم يدلسون على الناس مرة ثانية فكتبت ( وإن عدتم عدنا ) وهذه العودة ليس للمناصحة أو المكاشفة بل لتحذير المسلمين من ضلالاتهم في العقيدة والشرع والسياسة..
ولما تكلم القرضاوي في آخر مؤتمر.. نُصرة للصليب!! كتبت "وإن عدتم عدنا"، فجاءت المقالات بأسلوب أشد وأعنف رداً على فسادهم وضلالهم.. فكان مقال: ( جذور انحراف الجماعة ) وللعلم هناك مقالات أخرى أشد منه، منها: "سيناريو الجماعة" لن أنشرها إلا عند لحظة "المفاصلة النهائية" التي لا رجوع بعدها..!
كل المقالات نصحاً: أملاً في الرجوع، أملاً في الاستيقاظ، أملاً في إنقاذ شباب طاهر !! ولكن المنافقين لا يعلمون !
وفي النهاية: يدخل الجيمع  ليسب ويلعن ولا يجرؤ على مناقشة الفكرة أو يثبت العكس.. ولا تجد أحد يناقش الفكرة.
لم أبخس الإخوان حقهم، وقسمته لثلاث مراحل، وكتبت كذلك الإخوان.. عبقرية البناء وعبثية الهدف., وغيرها مما ذكرته في ملف ( عام على المذبحة ).
وأنا أعذر أولئك الذين يقرؤون مقالات اليوم، ولم يطلعوا جهد سنة كاملة من الأبحاث والمقالات كان أغلبها نصحاً ونصرة..
والحقيقة أن الكارثة أكبر وأخطر مما يتخيل الجميع - حتى أنا - وأن الجُرم فادح في حق الإسلام والمسلمين، وشباب الجماعة..!!
نحن في مرحلة لن تجدي فيها إلا "المكاشفة التامة"، وتحذير المسلمين.. فالفتن - والعياذ بالله - قادمة.. كقطع الليل المظلم!
فمن أراد أن يعرف منهجي في نقد الجماعة.. فليبدأ القصة من أولها !
*  *  *
ويحسبونني أنني عدوهم، وأنني خطر على شباب الجماعة.. وإني والله لهم ناصح.. حريص عليهم!.. ولكن المنافقين لا يعلمون.
وإن ما آلمني ومزق قلبي.. أنني وجدتهم يشهدون بالإيمان لكل "طاغوت" ويطعنون في كل "مجاهد" وإنني لا أفرق بين أحد من المسلمين إلا بالتقوى، فكيف أشاهد مجاهد يخرج من ماله، وأهله، وحياته.. ويقدمها دفعاً عن دين الله، وعن أمة الإسلام، فينهشون لحمه.. إرضاء للصليب، وإثباتاً لأنهم ليسوا بإرهابيين، وأنهم المعتدلين الوسطين ؟؟!!
كيف يصمت المسلم؟! أنى لضميره أن يستريح ؟ أنى لعقله أن يهدأ ؟ أنى لقلبه أن يطمئن ؟ أهذا هو الجزاء.. ألا نخجل من أنفسنا ؟ بدلاً أن نقف إلى جواره ونشد على يديه، ونجاهد معه.. نطعن فيه..؟! والطعن فقط! فلا نصيحة ولا نصرة ولا حب، أهذه قلوب مسلمين؟ أهذه قلوب خالطها بشاشة الإيمان ؟!
فلما عادوا.... عدت، ورددت هجمتهم بمثلها.. لكنني لم أتهمهم بباطل، ولم أدعي عليهم قولاً كاذباً.. فظن الناس أنني في "خصومة أيديولوجية" معهم.. كــلا والله، وما تحزبت يوماً لأحد.. بل هي لله، ابتغاء مرضاة الله.. لا أريد جزءا ولا شكوراً من العبيد !
ومازلت أرى الفتن قادمة.. لا تبقي ولا تذر، ومازلت أحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حقناً لدماء "كل" المسلمين.. ولكن المنافقين لا يعلمون !!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منهجية البحث عند سيد قطب

هل كان النبي سباباً؟!

معالم الشخصية الحزبية