المسلمات والتظاهرات

مآسي مصر !
- الأمن المصري يعتقل 20 فتاة من الأزهر.
- عشرات القتلى داخل السجون نتيجة تعمد الإهمال الطبي.
- سفهاء مازلوا يهتفون في الشوارع، ثم يعتقلهم الأمن.
- سفهاء آخرون من الصحفيين.. مازلوا يعتصمون ويتظاهرون أمام النقابة.
- انتفاضة في السجون.. انتفاضة بين القضبان!! كيف؟! ومن يستجيب، ولمن ينادي؟
- ومازال جميعهم يؤمن بثورة، ومسار ديمقراطي... إلخ.
تذهب طاقات الجميع هدراً.. لأجل لا شيء سوى سراب وتيه وعبث، يجربون كل شيء.. كل شيء، ثم يأخذون الصفعات تلو الصفعات! هم في غاية الإحسان إلى الجاهلية!! يجب الإيمان بها والصبر عليها..
إنه الجنون !!
وإذ قيل لهم جربوا.. جربوا ولو لمرة واحدة أن تنصروا الله، ورسوله، ودينه وشرعه.. وجهاد في سبيله! قالوا: نعرفك أنت إرهابي تكفيري تريد أن تجرنا للعنف !!
يا حسرة على مصر وأهلها ! وألا لعنة الله على من ضيع شبابها، وضيع طاقاتهم في عبث لا يليق حتى بحيوان !
ويكأن هناك إجماع عام على حرق جميع الطاقات، حتى لا يبقى من مصر وأهلها سوى الركام.. فاللهم لطفك ورحمتك.
*   *   *
إن مشهد اعتقال فتيات الأزهر يُبين عمق وشدة الأزمة بمصر!
ولا أقصد بالأزمة هنا "الانقلاب" كما يختزله البعض..
إننا أمام حالة تامة من الجنون ! أرى العاقل! الوحيد فيها هو "سلطة الانقلاب" التي تعي جيداً.. ماذا تريد؟ وكيف تريد؟ وكيف تنفذ؟ ثم تشرع في التنفيذ..
لقد عبث "سفهاء لا مثيل لهم في تاريخ البشرية" بعقول الشباب.. لا سيما الفتيات؛ وشحنوهم بأفكار جاهلية علمانية كـ: "النضال الثوري، والمقاومة المدنية، والتظاهرات... إلخ" فخرجن الفتيات أمام وحوش شبه آدمية لا ترقب في مؤمن إلاً ولا ذمة! فيتم اعتقالهن.. وسجنهن، وغير ذلك من أنواع الإرهاب المعروفة !
ولا يحل ولا يجوز للفتيات المسلمات أن يُعرضن أنفسهن لمواطن البلاء التي لا طاقة لهن به، ولا لأهلن أن يدفعن عنهن! هذه البديهيات تغيب أمام حالة "الجنون المطلق" التي يتولى كِبرها سفهاء ما يسمى "تحالفات ضد الانقلاب" !
إن المرأة مُكرمة في الإسلام.. بل شديدة التكرم فيه! وليس عليها جهاد، وإن خرجت لظرف ما مع المسلمين في جهاد.. فهي تقف خلف سيوف المسلمين، لا يصل إليها أحد إلا على جماجم المجاهدين.. وتكون مُسلحة بكل ما تستطيعه من أسلحة.
الفرق بين أهل الانقلاب.. وبين "سفهاء ضد الانقلاب" هو: أن الانقلاب يدرك طبيعة المعركة وحقيقة الصراع.. ويُعد كل قوة ممكنة سواء إعلامية أو عسكرية أو قضائية لإرهاب أعدائه.. أما السفهاء: فهم في حالة غيبوبة تامة عن حقيقة المعركة.. ويسحبون معهم المخلصين والمغيبين.. ليلقوا مصيرهم وهم عرايا من كل قوة أو حتى مظهر قوة.. ظناً منهم أن الهتاف والصراخ والصياح ورفع الأصابع وضرب الشماريخ يمكن أن يُسقط دولة!
أهيب بالمسلمات.. كل المسلمات.. أن لا يخرجن في أي مظاهرة أو دعوة سواء من "سفهاء ضد الانقلاب" أو ما يسمى بـ "‏انتفاضة الشباب المسلم" لا يخرجن ولا حتى يقتربن منها بحجة التصوير أو المشاهدة! حفاظاً لأعراضهن من أي أذى! فلا الهتاف سيسقط الدولة.. ولو كان الجهاد، فليس عليهن جهاد.. فاتقوا الله في دينكن وأنفسكن وأهلكن. ولا تسمعوا للسفهاء ولا للمجانين الذي ضيعوا الأمة طوال عقود مضت، ومازلوا في حالة من الكبر والغرور والسفه عن الاعتراف بالفشل.
***
بعد نشر "الجزء الأعلى" ورد إلي بعض الشبهات حوله! أرد على بعض ما جاء فيها؛ حتى تنجلي الحقيقة أكثر!
ويبدو لي من بعض التعليقات أننا أمام حالات تامة كاملة من "الانحطاط الفكري" و"التبرير المستمر" و"اتباع الهوى"! وهذه شبهات السفهاء:
(1) المسلمات يعتقلن من الشوارع ومن بيوتهن... إلخ: أقول هناك فرق بين "الصبر على البلاء" وبين "التعرض لمواطن البلاء".. إذا امرأة مسلمة تعرضت لبلاء الاعتقال من بيتها أو هي تسير في الشارع.. فذاك بلاء الله لها، والله يُعينها عليه، ويكتب لها الثواب والأجر. أما التي تتعرض لمواطن البلاء بنفسها، فتقف أمام الوحوش السافلة.. وهي تعرف مدى خستهم وحقارتهم وعبوديتهم للطاغوت، فهذه قد سفهت نفسها، وعرضت نفسها وأهلها من البلاء ما لا تطيق.
(2) أليس من حق الفتيات التعبير عن الرأي: وهذه أحد لوثات "العلمانية الجاهلية الديمقراطية" التي تحسب أن التعبير عن الرأي والصراخ والهتاف سيسقط الدول أو يغير في موازين القوى العالمية شيئاً.. منتهى غايات التعبير عن الرأي والتظاهرات والثورات السلمية - وليس هناك ثورات حقيقية سلمية - هو تغيير لعبة وأدوات الإعلام، وأسلوب اغتصابه الفكري والنفسي للشعوب.
(3) المسلمات اللاتي يتظاهرن.. إما أم أو أخت أو زوجة شهيد أو معتقل، ولا تجد حيلة ولا سبيلا!: والمسلم يأسف لذلك، ويُشير إلى المجرم الأثيم الذي أوصلنا لذلك بسلميته.. ولكن ليس معنى أنه لا تجد حيلة أن تنزل لتزيد البلاء على من هو معتقل أو تزيد البلاء على أهلها.. فضلاً عن أنه في النهاية.. نزولها لا يساوي شيئاً، لأن وجودها، ووجود المسلمين لا يعني شيئاً بالنسبة للطاغوت، ولا يتورع عن سحق من يقف في طريقه. والإسلام والطاغوت في حرب وجود.. إما الإسلام، وإما الطاغوت.
(4) المتظاهرات يفعلن ما يستطيعن، وهن أفضلا حالاً من الرجال: إن الله يعاقب عن الانحراف عن "سننه في النصر والتمكين" التي تتلخص في "الجهاد في سبيل الله" وحده لا شريك له، ويعاقب على من يتقول على الله ورسوله بطريق وصراط غير صراط الله المستقيم. وهذا مما لم يأمر الله به.. فالله أمر بإعداد كل قوة ممكنة لمواجهة عدو الله ورسوله، والإسلام هو الذي يُحرك الجيوش إذا انُتهك عرض امرأة.
أنا أفهم - والفضل من الله - سبب هذه الحالة من "التيه والضياع والانحطاط الفكري.. واتباع الهوى".. سببها هو محاولة "الخلط" بين "الإسلام والعلمانية"! و"الديمقراطية والجهاد"!.. تلك المحاولة التي تُمثل في حقيقتها أفج صور "الانتحار الاجتماعي" الجماعي.. محاولة تدمر كل الطاقات الإسلامية والأجيال والأعمار والثروات !!
وأكرر الدعوة: لا تخرجن في أي مظاهرة أو دعوة لمسيرات وغيرها، واتقوا الله في دينكن، وأنفسكن، وأهلكن.. واعملوا أن هناك طريق واحد للخروج مما نحن فيه هو: "الجهاد في سبيل الله".. والتظاهرات ليست كلمة حق عند سلطان جائر.. فالتظاهرات تُطالب بعودة "المسار الديمقراطي" وأول كلمة حق في وجه هذا السلطان.. هو "الكفر به" واستعلان البراءة منه، وإعلان حرب من الله ورسوله عليه.
*   *   *
أحجار على رقعة الصليب
عودة وائل غنيم = الثورة مستمرة، الوجه الثوري الديمقراطي!!
عودة البرادعي = ضد التطرف والاستبداد، الوجه الكالح الذي له سفهاء كثر!!
عودة محمود شعبان = وجه سلفي رافض للانقلاب بشعار "الدم المصري كله حرام"!!
وحيد حامد = لو الشيلة تقيلة عليك.. ارحل، وجه عالمي فاجر !!
مساعي الإخوان = لتوحيد القوى الوطنية !
هذه الأحداث وغيرها لا تقع بصورة عفوية أو عبثية.. بل يحركها يد أكبر منهم، وربما هذه اليد لا يعلمها البعض ممن يُفعل به من الصليب، وعلى المسلم أن لا ينظر إلى الأحداث بصورة مجزئة.. بل يجب عليه تجميع ما يطرح عليه، ويبحث عن: (1) الرابط المشترك بين الأحداث. (2) طريقة الطرح. (3) التوقيت والبواعث. (4) لمن الفائدة الاستراتيجية والتكتيكية من هذه الأحداث!!
هذه الأحداث موجه بصورة ما ضد السيسي، ولكن ما هو وجه الأمر بالضبط:
(1) هل هو تمهيد لوضع بديل "علماني ديمقراطي إسلامي" مشترك بدلاً عن السيسي، يُعد له من الآن ؟!
(2) هل هو لخلق تيار ديمقراطي محلي يكون ضاغطاً على السيسي.. مثل التيار الذي كان موجوداً نهاية عصر مبارك.. بمعنى صُنع النظام والمعارضة معاً، والجميع على رقعة الصليب يحركه كيفما شاء ؟!
(3) هل هو محاولة امتصاص الغضب الإسلامي الغير مسيطر عليه، وامتصاص إعجاب الشباب - "الغير مؤدلج بأيديولوجية معينة" - بالدولة الإسلامية، ومنهجها الذي يزداد إعجاب الشباب به يوماً بعد يوم.. رغم أشرس حملة إعلامية عرفها التاريخ المعاصر ضدها ؟!
كل هذه احتمالات واردة.. وربما تكون جميعها مشتركة فيما بينها بصورة ما.. ما أحب التأكيد عليه خلال حملات "الاغتصاب الإعلامي" للفكر والشعور والعقيدة.. ومهما حصل من أحداث، وتغيرات، وانتفاضات، وثورات أن:
صراط الله المستقيم واضح لا غبش ولا لبس ولا غموض فيه:
(1) الدعوة للكفر بالطاغوت، والإيمان بالله وحده لا شريك له، والولاء والبراء على ذلك، والمفاصلة تحت راية التوحيد، وإعداد القوة.. كل قوة ممكنة.. ثم الجهاد في سبيل الله.. باسم الله، ابتغاء مرضاة الله، من أجل تحكيم شرع الله، وإعلاء كلمته، وتوحيد أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
(2) تفكيك الدولة القومية.. واستئصال العلمانية من أعماق جذورها الخبيثة.. فالأصل هو: الاجتماع على الإسلام.. والانتساب للشرع.
إذا غاب هذا الصراط عنا.. دخلنا في عمق التيه البعيد، وغرقنا في عمق ظلمات لا نهاية لها.. مهما رفعنا من شعارات، ومسميات، ومطلبات، فارتفعوا إلى مستوى الحدث، وانتبهوا لسبل المجرمين، ولا يستخفنكم الذين لا يوقنون.

*   *   *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منهجية البحث عند سيد قطب

هل كان النبي سباباً؟!

معالم الشخصية الحزبية