الرسالة الإعلامية

في ظل هذا الواقع المعقد.. الشديد التعقيد، من أفكار شتى، ومذاهب مختلفة.. وروافد تربوية وفكرية ومذهبية لا حصر لها، ومن خلال أنماط متعددة من التربية والفكر، والتصاق كل فرد بما نشأ عليه واعتقده، تصبح الرسالة الإعلامية الناجحة مسألة صعبة تحتاج إلى حرفية عالية، ووعي راقي.. بطبيعة الأفكار السائدة، وأحوال الناس النفسية، وطريقة التأثير الفعال والناجح، ومهارات التأثير الإعلامي يُقيد لها عباقرة في هذا التخصص، للدخول على المتابع من كل طريق، وكسب أتباع جدد لـ "الرسالة الإعلامية" المراد "تمليح - تشبع - المجتمع بها"، وعندما تدخل أجهزة المخابرات الفكرية على خط الرسالة الإعلامية؛ تصبح المهمة أشد صعوبة، ودقة، وحذر.. للوصول إلى الرسالة الصحيحة المطلوبة..

وأهم شيء في الرسالة الإعلامية هو: (1) تحديد الفئة المخاطبة. (2) تحديد الغرض المطلوب من الرسالة. (3) صياغة أنسب وأقصر عبارة للوصول إلى الهدف والتأثير المطلوب.
(1) تحديد الفئة المخاطبة: ليست أيضاً بالشيء السهل، فتجد أنك أمام صنوف شتى من البشر، وصنوف شتى داخل المجتمع الواحد، وصنوف شتى داخل الجماعة الواحدة، وصنوف شتى في طريقة الاستيعاب والفكر والفهم.. ثم فوضى في ترتيب العقل، والسطحية في النظر إلى الأمور، وهذا يجعل تحديد الفئة، واختيار المجال، واختيار الطريقة مسألة تحتاج إلى جهد كبير وطويل.
(2) تحديد الغرض من الرسالة: وهو إجابة للسؤال الذي يطرحه الإعلامي على نفسه.. ماذا أريد من كلمتي هذه؟ وماذا أريد للقارئ أن يفهم في النهاية؟ وفي هذا التحديد حماية للرسالة من أن يفهمها القارئ على هواه.. فتحديد الغرض ونطاقه، يقلل من عملية "الفوضى" الفكرية والنفسية.. في خضم فيضان هائل لا يتوقف من المعلومات ومن الرسائل الإعلامية، والرسائل المضادة، والرسائل المفخخة.
(3) صياغة أنسب وأقصر عبارة للوصول للتأثير المطلوب: فقد تكون على الحق، لكن تختار عبارة غير موفقة؛ فتصد الناس عنك، وتنفرهم منك.. قد تكون على الحق، وتختار عبارة تحتمل أكثر من معنى وفهم.. فيعبث بها من يريد بك الشر، ويقلب الرسالة الإعلامية ضدك ! لذا فإن الصياغة الدقيقة المُحكمة القاطعة السهلة الواضحة المباشرة، تقطع الطريق على من يريد العبث برسالتك، لأنك لست وحدك.. بل هناك عدو ينتظر أي هفوة أو ذلة أو خطأ - مقصود أو غير مقصود - للنفخ فيه، وقلب رسالتك ضدك.
إن المجال الإعلامي - في واقعنا المعاصر - لا يقل أهمية عن المجال العسكري من حيث: التخطيط، والاستراتيجية، والخطط البديلة، والأسلحة المختلفة، ودقة التنفيذ، وكشف الألغام الإعلامية، والرسائل التي قد تنفجر فيك وأنت لا تشعر !!
*   *   *
(1) عندما تتحدث عن عقيدتك: ليس هناك من داعي لشتم الآخرين.. أو سب مشايخهم.. أو التقليل من شأنهم، أو حتى لمزهم.. فهذه رسالة إعلامية فاشلة.. لأنك بهذه الطريقة (أ) لا تكسب أنصار جدد، إنما تنادي على من هو على نفسك معتقدك. (ب) أنك تخسر أتباع المشايخ.. والاتباع لا تمحص أدلة، ولا تملك ناصية الفكر والبحث.
تستطيع أن تتحدث عن عقيدتك بطريقة "رجال الدولة" فتتكلم من منطق: ( الثبات - القوة - الحُجة - الدليل - الاحتواء - السعة - الثقة - الانضباط - الهدوء ) فتجذب بأسلوبك - قبل صحة عقيدتك - الناس، وفي أقل الأحوال تجعل الناس مُجبرة على احترامك، والاستماع إليك، وانتظار رسالتك.. وقد يظن البعض أنه بمجرد قول الحق أو إطلاق رسالة ما؛ سوف يستجيب الناس، ويتبعوك ! هذه أحلام وردية.. الحقيقة أنت تواجه ألغام نفسية واجتماعية وفكرية ونفسية وشيطانية ومخابراتية تحيط بالإنسان من كل جانب، وكون أن نجاك الله منها، فليس هذا معناه أن "كل" الناس مثلك، فالناس بحاجة إلى من يطهر حقول الألغام التي تحيط بها، وتفكيكها دون أن تنفجر ! والناس حتى تستجيب تحتاج إلى "تراكم" للحق، حتى يتجذر في نفوسها - لا سيما عندما تكون الحرب عالمية والكل يهدم - وقد تنجح في فك تسعة ألغام، والناس تترقب وسعيدة لذلك، ثم تأتي للغم العاشر، فتُفجره في وجوه الناس! فتهرب منك، أو على أقل تقدير تتشكك فيك !!
(2) وعندما تتحدث عن شيء تراه باطلاً: ليس هناك من داعي للحديث حول "الأشخاص" فالحديث حول الأشخاص يدمر الفكرة.. فالأشخاص لا بد ولهم أتباع ومحبين ومريدين.. وعندما تبدأ النقد بالقدح فيهم، فقد انتهت القضية قبل أن تبدأ، وجعل الصراع.. مجرد صراع حول "أشخاص".. وسينبري "الاتباع" - بدافع الحمية واعتقادهم أنهم على الحق - للطعن في شخصك كذلك.. وتتحول المعركة إلى الطعن والدفاع عن "أشخاص" لا عن "فكرة".. وينحرف هذا، ويقسو ذاك، ويَظلم هذا، ويُظلم ذاك، وفي ظل هذه الفوضى الفكرية والعلمية.. سيضيع الحق، وسيتوقف الطريق !
(3) إن للنقد العلمي المنهجي أصول يجب أن تتبع، منها: (1) تحديد عنوان وموضوع النقد. (2) تحديد علة النقد ومحل الخلاف. (3) ذكر جميع الأقوال والأدلة حول هذا النقد. (4) تمحيص الأقوال وبيان حجتها وقوتها والموهم منها والمعتبر وغير المعتبر. (5) إسقاط التفصيلات الفرعية، والآراء الارتجالية، والتجارب الشخصية. (6) الترجيح بين الأقوال. (7) الخلاصة.. والرسالة المطلوبة في النهاية. وبذلك تستطيع أن تقف بحجتك قوية راسخة متينة.. تجذب الناس بجمالها، وتناسقها، وأسلوبها، والحق الذي فيها.. كل ذلك دون الحاجة للطعن في "الأشخاض". وبذلك تتفتح العقول المتعصبة المغلقة السطحية على أسلوب الفهم والفكر والاتباع.. ويكون بحق منهجاً ربانياً يدور مع الكتاب حيث دار.. ليس هو قائماً على الخصومة أو الحزبية أو الطعن والقدح المستمر.. فمجرد بيان الحق - على الوجه الصحيح - يدمغ ( يقتل ) الباطل ويزهقه.
*   *   *
وتطبيقاً للمنهج السابق، وتعبيقاً على مقال مجلة دابق ["قاعدة الظواهري" ص 16: 25].. أُبين بعض الأخطاء الإعلامية فيه:
(1) كون المجلة باللغة الإنجليزية فهذا يعني أنها تخاطب العجم.. ومعناه أنك إما تخاطب: (أ) الكافر الأعجمي. (ب) المسلم الأعجمي الذي لا يعرف عن الإسلام سوى الشعائر ويمارس الدين على طريقة النصارى. (ج) المسلم المجاهد الذي ترغبه في الهجرة إلى الدولة الإسلامية. (د) إرهاب عدو الله وعدو المسلمين. وعليه يجب أن تكون موضوعات المجلة.. تخاطب هذه الفئات الأربعة باحترافية في صياغة الرسالة الإعلامية، دون إدخال القارئ في تفصيلات لا يفهمها ولا يتبين أبعادها، لا سيما وأن عقلية الأعاجم محددة للغاية.. وتريد جملة مفيدة في النهاية، حتى تعتقدها وتطبقها وتتمسك بها.
(2) أول من يقرأ هذه المجلة هي أجهزة الاستخبارات الفكرية.. وتبحث فيها كلمة كلمة، وحرفاً حرف، وتعرضها على جميع أهل الاختصاص: الفكري والنفسي والاجتماعي والعسكري والإعلامي، فكونك تقدم لهم ثغرات، وتألب حولك الخصوم.. فأنت قدّمت للخصوم وللعدو هدية مجانية، وكونك أخرجت شيء تحولت فيه إلى "الدفاع" و"تبرير" موقفك.. فالطبع كانت الرسالة ناقصة أو معيبة.
(3) تحدث المقال عن موضوعات شائكة ومعقدة غاية في التعقيد والاستيعاب، وخلط بينها في صورة لا يمكن للقارئ العادي - فضلاً عن الأعجمي - أن يفهمها، وتحركت الخصوم - من تلقاء نفسها - للدفاع عن شيوخها سواء بالحق أو بالباطل.. سواء بتحريف الترجمة أو بترجمة صحيحة.. الواقع أصلاً في حالة من الخلخلة وعدم الاستقرار، وأي كلمة تبلغ مداها وتؤثر.. والتأثير السلبي سريع جداً، بعكس التأثير الإيجابي الذي يأخذ وقتاً طويلاً لكسب ثقة الناس.
(4) تحدث المقال عن: الرد على قاعدة اليمن - الطائفة الممتنعة - الرافضة - منهج الشيخ الظواهري - منهج القائد الملا عمر وغيرها.. وكذلك المقال الآخر الآتي في خمسة عشر صفحة ! من (40: 55) يتحدث عن الكفر والإيمان والإرجاء ونظرة الكاتب لتنظيم القاعدة !  
 من حقك أن تتكلم في أي موضوع كما تشاء، ولكن من حق القارئ أن يعرف ما الغرض النهائي من موضوعك، وهل فكرت في الرسالة التي تريد أن توصلها للناس، وهل الناس في حاجة إليها "الآن"، وهل قدّمتها بالصورة المناسبة؟! وهل هذه الصورة تليق بمستوى "الثقل السياسي" للدولة؟!
لنفترض أن قاعدة اليمن قدحت في الدولة أو سبتها وعابتها.. فكونك "رجل دولة" تتمتع بسعة الصدر، وقوة العقل، ونصاعة الحُجة، واحتواء الجميع، تستطيع أن تقلب القدح والسب فيك إلى رسالة مضادة تُحرج القادح فيك، وتجذب بها أتباعه..
(أ‌)  فتبدأ دون لمز بتحديد موضوعك وهو - مثلاً - الرد على بيان لخصمك، فتذكر اسم القادح فيك باسمه ولقبه دون لمز، فحجتك أقوى من هدم شخصيته المعنوية، وهدم الشخصية المعنوية في بداية أي رد أو نقد، كفيل برد الموضوع كله، حتى ولو كان الحق معك.
(ب‌)  تحديد موضوع الخلاف وموطن التنازع.. وتذكر - وبكل هدوء - حجتك وأدلتك دونما انفعال أو مقارنة بغيرك، فالحق الذي معك راسخ لا يحتاج إلى تشنج أو عصبية أو لمز أو حتى إدخال حجج واهية أو ضعيفة فيه.
(ت‌)  تحدد أصل أصول فكرة القادح فيك.. ثم تُبين في وضوح وبساطة وسهولة تهافتها، وتقول ما تراه، وتريده، وبالفعل تقوم به.
(ث‌)  ثم تطرح الأفخاخ "الفكرية" في التصورات المنحرفة، دون الانزلاق لنقد "الأشخاص" وإلا تحول الأمر إلى "خصومة شخصية".
(ج‌)تتحدث من كافة زوايا الصورة.. فتطرح أدلتك الشرعية بطريقة محددة ومرتبة ومرجعية، ثم أدلتك السياسية، ثم الجيو سياسية، ثم الاستراتيجية، ثم العسكرية... إلخ.
فمثلاً: حالة اليمن حالة معقدة ومتشابكة، وداخل فيها أطراف عدة، تستطيع أن تطرح منهجك الشرعي بوضوح وسهولة وبساطة، دون أن تختمه بلمز المناهج المنحرفة فهذا يقلل من قيمة منهجك، ثم تطرح الرؤية السياسية للواقع اليمني من خلال متخصصين في هذا المجال، ثم تطرح الرؤية الاستراتيجية والعسكرية، وإن كان - المجال الإعلامي - يسمح بطرح الخطط أو الإشارة إليها فلا بأس، ثم تطرح - في النهاية - النصيحة والخلاصة، والرؤية المتكاملة لما تريده..
بهذه الطريقة أنت أحطت خصمك من كل جانب، ولم تدع له فرصة للتفلّت، وخاطبت "العقل المسلم" وتركت أتباع خصمك أمام "الفكرة والحُجة" ومع الاستمرار في هذه الطريقة يتحول أتباع خصمك إلى اتباع لك، أو على أقل تقدير جعلهم محل احترامك وتقديرك ولو في داخل نفوسهم، أو دفعهم إلى البحث بطريقة خارجة عن سيطرة الشيخ.
ومثلاً: الحديث عن الطائفة الممتنعة.. ودخول المقال في مسألة "كفر النوع والمعين" ! وهي مسائل لا تُناقش ابتداء على صفحات المجلات، فضلاً عن أن تناقش على مجلة ناطقة بالإنجليزية، فإذا كان المسلم المثقف المحب لدينه لا يعرف ماذا يعني طائفة ممتنعة، وما هو كفر النوع والمعين... إلخ! فيكف بمن هو دون ذلك؟!
وعلى العموم.. يمكنك أن تقدم منهجك في الطائفة الممتنعة بكل وضوح وهدوء وسهولة، دون الحاجة أيضاً للطعن في "الأشخاص" وتقول للناس هذا هو منهجي، وهذه هي حجتي.. لا أضمر شيئاً وأظهر شيئاً، بل أقول الحق لكم بكل أمانة، ثم تُعرف الطائفة الممتنعة، وأدلتك الشرعية، والشبهات حولها، وما يقوله الغير فيها، وما هو الخلاف المعتبر، وما هو الخلاف الغير معتبر، وما هي الصورة الواقعية.. وتظهر في النهاية أنك اطلعت على كل كلمة كتبت فيها، وأنك تمحصت كل شاردة وواردة.. حتى تحيط القارئ فلا يفلت منك لشبهة أو عارض؛ ثم تلخص ما تريد قوله، وما ترجوه من كلمتك.
وأما الحديث عن الشيخ الظواهري والقائد الملا عمر.. فلا أدري ما هي الضرورة القاهرة للحديث عن "أشخاص" يتعصب لهم الآلاف من المريدين والمحبين - وفيهم الخير الكثير - ؟!
وعلى كل حال نقد الأشخاص له أصول أيضاً، ويبدأ بذكر حسنات الشيخ، وتاريخه، وعمله - مهما كانت الخصومة - وتَذكر.. كلما كان معك الحق؛ كلما كنت أكثر هدوءاً وثباتاً واحتراماً للآخرين.. ثم تبدأ في نقد "فكره" ومنهجه.. وتُبين خطورة الفكرة المخالفة وأثرها،  بكل موضوعية وحمل الكلام على أحسن وجوهه، وتقليب النظر فيه من كل أبعاده، بطريقة تشعر القارئ أنك "حريص" على أن يفهم الحق، وأنك تبذل غاية جهدك للوصول إلى أقوم طريق، وهذه مسألة تحتاج إلى تجرد تام، وعقلية دقيقة، وذهن يقظ، وذوق رفيع في اختيار الألفاظ والكلمات..
وفي النهاية: أرى المقال "غير موفق" لأنه يمكن الاستغناء عنه، ولأنه طرح قضايا معقدة جداً على صفحات المجلة، وإذا كان هناك من طاعن أو قادح في الدولة.. فلا يمكن أن نجيش الجيوش ضدنا فنجمع مع الطاعن أشخاص ورموز منها ما يسع السكوت عنه، ومنها ما أوشك على الانتهاء، ونُألب ما قد سكن وهدأ !! ويكفي أن تلقف المقال أحد القنوات الإخبارية وجعلت عنوانه: "مجلة دابق الداعشية تهاجم بن لادن والظواهري والملا محمد عمر والمقدسي وأبي قتادة" ! وتقول الصحيفة العلمانية: "ولكن المثير للجدل أن ثلثَي العدد الجديد، والبالغ 63 صفحة، سُخِّر للطعن في الشخصيات والجماعات الإسلامية، وخاصةً المنتمية للسلفية الجهادية" ا.هـ فكيف يكون وقع هذا الكلام على عموم المسلمين، في ظل الحرب الإعلامية الشرسة؟!!
*   *   *
إن الذي ننتظره في الرسائل الإعلامية الصحيحة هو:
(1)  عدم النزول لمستوى الرد على أشخاص أو حتى تنظيمات، فالدولة تخاطب الدول، واهتماماتها اهتمامات دول، وعلاقاتها علاقات دول.. وتظهر - في رسالتها الإعلامية - بما يليق بثقلها السياسي.
(2)  الدعوة إلى الإسلام والجهاد بطريقة بسيطة وسهلة على القارئ العربي والأعجمي.
(3)  بيان سبُل المجرمين، وطريقة إفسادهم للدعوة والجهاد.. دون الطعن في الأشخاص، حتى لا تتحول القضية إلى "خصومة شخصية".
(4)  بيان عمل أجهزة الاستخبارات الفكرية، وكيف تحتاط الدولة في عملها بكل دقة وموضوعية.
(5)  انجازات الدولة العسكرية، ومسرح العمليات الحربية، والحمد لله الرسالة الإعلامية فيها جيدة للغاية.
(6)  إنجازات الدولة على صعيد البناء والقوة الاقتصادية والعلمية والمستقبلية.
(7)  رؤية الدولة للعالم من حولها، وما يشغل بال الناس من قضايا وأحداث.
(8)  بيان الفكر الإسلامي في صورة شاملة قادرة على احتواء مناشط الحياة، وتقديم البدائل الواقعية، ومدى الانجاز والتحديات فيها.
(9)  ابهار المسلم - وغير المسلم - بنماذج ابداعية وفكرية وعلمية وثقافية وتخطيطية لرجال الدولة على كافة المستويات.
(10)   تقديم رسالة قدرة على جذب المسلمين للدولة، أو على أقل تقدير تمكين احترامها في قلوبهم، ومخاطبة الناس - كل الناس - بما تفهم وتعلم.
*   *   *
وأجمل ما أختم به هذه الرسالة هو الصفحة التاسعة من مجلة دابق تحت عنوان "نصائح للجنود" للشيخ المجاهد أبو حمزة المهاجر - رحمه الله - يقول في رقم (13):
"Don’t chase after people’s flaws, especially your leader and your brothers. Conceal their faults as much as you can and Allah will conceal yours, and don’t try to discover those of their flaws that you’re not aware of. The Messenger( sallallāhu ‘alayhi wa sallam) said, “Beware of suspicion, for indeed suspicion is the falsest of speech. Do not probe for information, do not spy, do not envy one another, do not boycott each other, and do not hate one another. Be slaves of Allah and brothers.”
"لا تفتشوا في عيوب الناس، خاصة قادتكم وإخوانكم.. تجاوزا عن عيوبهم وأخطائهم قدر استطاعتكم، والله سوف يتجاوز عنكم، ولا تحاولوا التفتيش في عيوبهم، وما ليس لكم به علم..
فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلَا تَحَسَّسُوا وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا "[صحيح البخاري/ 6064]
*   *   *
إن الدولة الإسلامية تواجه تحديات وجود.. وهي في حرب لا تتوقف لحظة على كافة المستويات العسكرية والإعلامية والاقتصادية والفكرية، ويجب أن تكون واقفة على كل ثغر بثبات ويقين، ولا تتهاون في أي أخطاء أو سلوكيات صغيرة لا تليق بـ "رجال دولة"..
إن الأمل معقود عليكم، وتحملون أمانة عظيمة، والحرب شرسة، والعدو صبور، والأمة تنتظركم.. فأجملوا في الحق، واصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون.

*   *   *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منهجية البحث عند سيد قطب

هل كان النبي سباباً؟!

معالم الشخصية الحزبية