التنظيم الإرهابي

أعدت لجنة مكلفة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي «الكونجرس» تقريرًا مفصلًا، يوضح أعمال التعذيب والاعتداءات والأخطاء التي ارتكبتها وكالة الاستخبارات المركزية «سي أي أيه»، عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ويتناول التقرير الانتهاكات في الفترة بين أواخر 2001، وأوائل 2009، ومنها: [ الإيهام بالغرق. الحرمان من النوم. التهديدات بالاعتداءات الجنسية. التغذية العكسية. الضغط النفسي والجسدي. الموسيقى والضجيج. الظلام. العزلة. الإذلال. تمزيق الملابس والسحل. الصفع واللكم. التهديد بالكهرباء. عصا المكنسة. خفض درجات الحرارة. المنشفة. الماء المثلج. التابوت. التغذية عن طريق الشرج. الإرواء الشرجي. استخدام البامبرز أو الحفاظات. استخدام الحشرات ]. 

هذا وأكثر - مما خفي - ليس غريباً على "التنظيم الإرهابي الوحشي" المسمى الولايات المتحدة، هذا التنظيم الذي قام بأكبر عملية إبادة في تاريخ البشرية ضد السكان الأصليين - الهنود الحمر - وقيل أنهم قتلوا ما يقرب من مائة مليون نفس، هذا التنظيم الوحشي يسير على خطى أجداده من الأسبان الذين أقاموا "محاكم التفتيش" المروعة ضد المسلمين.. هذا التنظيم الإرهابي أذاق البشرية كلها صنوف وألوان القهر والاحتلال والعذاب والسرقة والاغتصاب.. وخص الأمة المسلمة بمزيد من الحرب لأنه يعلم أن الإسلام هو الذي سيهدمه، ويسحقه.. هذا إذ لم يسبق قدر الله الكوني بتطهير الأرض منهم.
هذا التنظيم نفسه هو الذي يسرق الشعب الأمريكي، ويأكل قوت يومهم.. حفنة حقيرة تحكم البشرية، ولولا تعطل الجهاد حيناً طويلاً من الدهر، ما بقي منهم أحد، ولا يجب أن تخدعنا مسميات حقوق الإنسان، وغيرها من هذا العبث الذي يخفي الوجه القبيح الوحشي لهذا التنظيم الإرهابي الذي قتل في العراق وحدها ما يقرب من 2 مليون نفس، وأذاب أجسادهم بـ "الفسفور المشع" فهو يستبيح كل شيء، لا يعبد إلا الدولار والمادة واللذة.. ولإن كان في الشعب الأمريكي مسحة من إنسانية فلأن طبيعة البشر لا تخلو من خير البتة، فتبقى آثار من إنسانية، ولكن هذا لن يغير أبداً حقيقة هذا التنظيم الإرهابي المسمى أمريكا والذي هو حفنة قليلة - بعكس ما يروج على أنها ديمقراطية وشعبية - هي التي تسرق ثروات البشر وتنشر الإرهاب والفساد والإفساد في كل الأرض.
ولا أدري ما الغاية من وراء نشر هذا التقرير.. هل يريدون أن يقولوا للناس نحن نصنع الإرهاب، ونحن ننشر الإرهاب، ونحن ندين أنفسنا، ونحن نحكم على أنفسنا، ونحن القاضي والجلاد وكل شيء ؟!!
*   *   *
ولكن دعونا نرى فروع هذا التنظيم الإرهابي الوحشي بمصر، فلقد ترك بمصر وحشاً أشد حقارة وافتراساً ودناءة وخسة منه.. إنه جهاز أمن الدولة - وغيره من الأجهزة - الذي به كانت أمريكا تهدد  معتقلي جوانتاناموا بترحيلهم إلى مصر، وعُذب بأمن الدولة مسلمين من كل الجنسيات! بينما كان أسرى مصر يطالبون بالترحيل إلى جوانتاناموا !! فارتكب هذا التنظيم جرائم وحشية تعرض لها الألاف من الأبرياء شباباً وشيوخاً ونساء، وعدد من قتلوه من أسرى المسلمين لا يُحصى !
وإليكم وسائل أمن الدولة في التعذيب:
-  التعليق كالذبيحة، الرأس لأسفل والقدمين لأعلى معلقتان في حبل، ويبدأ الصعق بالعصى الكهربائية في كل الجسد وبخاصة الأعضاء التناسلية، أو بربط سلك في الجسد يتم توصيله بجهاز كهربائي وصعق الجسد، والضرب بالعصي وأسلاك الكهرباء.
- عصر الخصيتين باليد بشدة ، وقرص الثديين كذلك .
- كل أشكال الصلب، عن طريق فرد الذرع الأيمن وربطه في باب حديدي كبير ( مشبك ) أو على تصميم خشبي يُعرف ( بالعروسة )، وكذلك الحال مع الذراع الأيسر، وربط القدمين مع فتحهما بشدة وابعادهما عن بعضهما، أو ربط اليدين مقيدتين من الخلف في باب حديدي، أو ربطهما مقيدتان لأعلى، ثم الصعق بالصدمات الكهربائية والضرب بالعصي وأسلاك الكهرباء.
- التمدد على الأرض مقيد اليدين من الخلف، وكذلك القدمين والتعذيب والصعق بالكهرباء في كل أنحاء الجسد.
- التمدد على مرتبة مبللة بالماء ومتصلة بجهاز كهربائي، وتقييد اليدين من الخلف، وكذلك القدمين، ويجلس شخص بكرسي بين الكتف، وشخص آخر بكرسي بين القدمين المقيدتين، والسبب في ذلك شدة الكهرباء التي تقفز بالإنسان إلى الأعلى أثناء التعذيب.
- الضرب بكف اليد اليمنى واليسرى على الوجه، وكذلك الضرب بقبضة اليدين.
- محاولة جعل الأسرى في حالة انهيار متواصل حتى ينتزع منهم الاعترافات كأن يتم تكرير الأسئلة أكثر من مرة يومياً مع عدم السماح بالنوم أو الأكل و الشرب لفترات طويلة.
- الحرمان من النوم، والقلق الدائم المستمر، والاعتقال إلى غير ذي أجل.
- الاغتصاب الجنسي، والاغتصاب بالعصا، أو الجلوس فوق خاذوق، ومثلها من أدوات.
- التهديد باغتصاب الزوجات وأهل المعتقل أمام الأسير، وتنفيذ التهديد بلا تردد.
- تعمد إصابة أسرى المسلمين بأمراض مزمنة نتيجة الظروف الغير صحية للاعتقال، وطوله، وتعمد حرمانهم من الرعاية الطيبة أو حتى الأدوية الخاصة بهم.
- استخدم الكلاب البوليسية الضخمة في تخويف ونهش المعتقلين.
- امتهان الكرامة الإنسانية، بأن يختار الأسير اسم ساقطة وعاهرة ليُنادى بها، ويغني كلماتها.
- تجريد الأسرى من ملابسهم، وحشرهم في زنزانة صغيرة جداً، وجعلهم ينامون فوق بعضهم عرايا.
- اعتقال أقارب الأسير، والضغط عليهم وعليه، حتى ولو كان ليس لهم علاقة بأي نشاط.
- تصميم السجون بطريقة شيطانية تجعلها شديدة البرودة في الشتاء، وكاللهيب في الصيف.. وليس بها فتحات تهوية.
- عزل الأسرى عن العالم الخارجي تماماً، بحيث تجعل الأسير يعيش الحياة كأنها كتلة واحدة مظلمة لا تتحرك ولا تتجدد.
- التبول في فم الأسرى.. إمعاناً في إذلالهم وقهرهم.
- جعل الأسرى يطوفون حول صور الطواغيت.
- نشر الرعب والخوف والهلع كحالة اجتماعية عامة.. فيتم اعتقال البريء والمشكوك فيه والمدان، ويتم اعتقال جميع أنواع التيارات الفكرية بغض النظر عن مدى خطورتها على النظام.

- التجسس في أماكن العمل، والجامعات، والشركات العامة والخاصة.. وجعل الموظفين والمدراء "مخبرين" لأمن الدولة، فيكون رئيس الجامعة.. منذ تعينه معيداً حتى وصوله لأعلى المناسب مجرد "كلب" لأمن الدولة، يكتب في زملائه التقارير.
- التعذيب ليس فقط من أجل الحصول على معلومات.. التعذيب من أجل التعذيب.. من أجل إذلال الإنسان وقهره وتحطيم إرادته.
- إحضار شيوخ وقيادات تم اغتصابها فكرياً لزلزلة الأسرى، وضرب أفكارهم ومعتقداتهم، وإفهامهم أن اختياراتهم وموافقهم كانت خاطئة، ودفعوا ضريبة من أجل لا شيء، مما يحدث انتكاسة وانهيار وانشقاقات وردة فكرية.
- تصوير حفلات التعذيب الجماعي.. وإرسالها إلى التنظيم الإرهابي الأم أمريكا.
- التلاعب بالأسرى نفسياً وعاطفياً بإيهامهم أنه صدر قرار الإفراج عنهم، ثم يغيرون مكان اعتقالهم بين أمكان مختلفة متباعدة تجعل أسرة الأسير تموج البلاد بحثاً عنه لزيارته، ثم لا تلبس الأسرة إلا التعرض للسب والإهانة والانتظار الطويل.
- التعرض للموت أو الجنون.. عن طريق ضرب المعتقل ضرباً شديداً وتركه ينزف حتى الموت، أو جعل الأسير تحت الضغط النفسي والتعذيب ما دون الموت.. وقطع أي تواصل بشري معه.. إضافة إلى عوامل نفسية أخرى كالصعق الكهربائي المستمر، حتى يفقد الأسير عقله.
- إهانة المصحف والشعائر الإسلامية، وتعمد السخرية منها أمام الأسرى.
*   *   *
كان هناك فرصة في ثورة يناير للقضاء على هذا الفرع الإرهابي المتولد عن الفرع الأم.. كان هناك فرصة لسحقه والقضاء عليه، ولكن ضاعت الفرصة لأننا لم ندرك بعد طبيعة المعركة، وحقيقة الصراع، واستحقاقات شهادة التوحيد..
تباً على من قال: إن الشرطة في القلب من ثورة يناير.
تباً على من قال: سلمية.. سلمية في وجه هؤلاء الوحوش.
تباً على من قال: لنفتح صفحة جديدة، وننسى الماضي.
تباً على من قال: إن الدم المصري كله حرام، واعتبر دمائهم حرام.
تباً لمن كبل أيدي الشباب عن قطع رقابهم.
فضيعوا بفكرهم ومواقفهم الدين، والعرض، والوطن، وكل شيء.. ومازلوا يغرقون في التيه والظلمات، ويأخذون الأمة معهم إلى الهاوية..
فاللهم لطفاً ورحمتك ! وحسبنا الله ونعم والوكيل.
*   *   *
وحسبنا أن نقول كلمة أخيرة نتعلق فيها بالله وحده.. إن الضر والنفع بيد الله وحده، وإن القوة الوحيدة المتحكمة في هذا الوجود هي قوة الله وحده، وإن الإرادة والمشيئة المطلقة هي لله وحده، وإن الله هو خير حافظاً، وهو أرحم الراحمين، وإن هؤلاء الوحوش الشبه آدمية تحت سلطان الله، يبتلي بها بعضاً من عباده المؤمنين، ثم يأخذ هذه الوحوش - في النهاية - أخذ عزيز مقتدر.
والمسلم لا يخاف إلا الله، ولا يرهبه عدو الله.. وإنما نحن على ملة أبينا إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين:
{ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُون } [الأنعام: 81 - 82]
*   *   *

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منهجية البحث عند سيد قطب

هل كان النبي سباباً؟!

معالم الشخصية الحزبية